عند زيارة أوروبا، قد يتفاجأ الزوار بغياب الشطاف في الحمامات، وهو أمر غريب بالنسبة للقادمين من مناطق مثل الشرق الأوسط أو آسيا، حيث يعتبر الشطاف جزءا أساسيا من ثقافة النظافة الشخصية هذه الفجوة الثقافية لها جذورها التاريخية، الاجتماعية، والعملية، وسنستعرض في هذا المقال الأسباب التي جعلت الشطاف غائبا في معظم الحمامات الأوروبية.
لماذا تختفي الشطافات من الحمامات الأوروبية؟
- العادات والتقاليد الأوروبية:في أوروبا، يعتبر ورق التواليت الوسيلة الأساسية للنظافة الشخصية منذ القرن التاسع عشر، حيث اكتسب شهرة واسعة بسبب سهولة استخدامه وملاءمته للحياة اليومية، بينما تستخدم الشطافات في بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وإيطاليا، إلا أنها لم تصبح جزءا من الثقافة العامة في باقي القارة، مثل شمال أوروبا وبريطانيا.
- الثقافة الشرقية مقابل الأوروبية: في الشرق الأوسط، آسيا، وأجزاء من إفريقيا، يعتبر استخدام المياه عبر الشطاف الطريقة الأكثر فعالية لضمان النظافة التامة بالمقابل، يفضل الأوروبيون ورق التواليت، حيث يرونه عمليا وأقل تعقيدا.
الأسباب التاريخية وراء غياب الشطافات
- أصل الشطاف في فرنسا: الشطاف اخترع في فرنسا في القرن السابع عشر وكان يستخدم من قبل الطبقات الأرستقراطية لاحقا، انتشر في بعض الدول الأوروبية، مثل إيطاليا، لكنه لم يصل إلى شمال أوروبا بسبب اختلاف العادات والثقافة.
- الحروب والتوسع الصناعي: خلال الحروب العالمية، أصبحت الموارد موجهة نحو الأولويات الضرورية، ما جعل الشطاف رفاهية غير ضرورية، اعتمدت الدول الأوروبية حينها على ورق التواليت باعتباره بديلا أقل تكلفة وأسهل توزيعا، وبرز كخيار أساسي في النظافة.
خلاصة
غياب الشطاف في الحمامات الأوروبية هو انعكاس للتقاليد التاريخية والثقافية التي شكلت طرق النظافة الشخصية في القارة ومع ذلك، بدأت بعض المناطق الأوروبية بتبني الشطاف مؤخرا، مما يعكس تقارب الثقافات وتغير الاحتياجات مع الوقت.