في الأسابيع الأخيرة، تواصل إثيوبيا جمع المياه في سد النهضة إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة، وهو ما أثار مزيدًا من الجدل حول تأثيرات هذا السد على تدفق المياه إلى مصر والسودان بالرغم من إتمام الملء الخامس والأخير للسد في سبتمبر الماضي، إلا أن الفيضانات المستمرة التي تشهدها إثيوبيا قد تساهم في تغيرات قد تؤثر بشكل مباشر على حصة المياه المتجهة إلى الدول المجاورة.
سد النهضة وأحدث التطورات
تم الإعلان عن الانتهاء من الملء الخامس والأخير للسد في سبتمبر 2024، في خطوة وصفها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بالإنجاز التاريخي. السد الذي يحجز الآن نحو 900 مليون متر مكعب من المياه يوميًا منذ بدء الملء، قد شهد زيادة في المنسوب ليصل إلى حوالي 70 إلى 71 مليار متر مكعب في ديسمبر 2024، من السعة الكلية المستهدفة التي تقدر بحوالي 74 مليار متر مكعب.
علاقة الزلازل بسد النهضة
علاقة النشاط الزلزالي في إثيوبيا بسد النهضة كانت محط اهتمام العديد من الخبراء. وفقًا للدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بجامعة تشابمان الأمريكية، فإن إثيوبيا تعد واحدة من أكثر الدول نشاطًا زلزاليًا في قارة أفريقيا. ومع ذلك، أكد أن سد النهضة يقع على مسافة تقدر بـ 500 كيلومتر من المناطق الزلزالية، مما يستبعد أي ارتباط بين الزلازل وبناء السد.
هل فقدت إثيوبيا الأمل في تشغيل التوربينات؟
أثيرت العديد من التساؤلات حول قدرة إثيوبيا على تشغيل توربينات سد النهضة، خاصة مع تدفق المياه المتواضع في الفترة الأخيرة وفقًا للدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، فإن الإيراد اليومي للمياه في السد بلغ أقل من 50 مليون متر مكعب، وهو ما يفي باحتياجات تشغيل توربين واحد فقط من أصل أربعة توربينات كان من المفترض أن تكون جاهزة للتشغيل وفي هذه الحالة، قد تتطلب العملية غلق بوابات المفيض بشكل كامل، وهو ما تم تجنبه عبر فتح 3-4 بوابات من المفيض العلوي في سبتمبر 2024 أثناء موسم الأمطار