في إحدى المحاضرات الجامعية، كان الدكتور المعروف بذكائه وشغفه بالفلسفة يلقي دروسه، والتي غالباً ما تنتهي بطرح أسئلة تترك الطلاب في حالة من التأمل العميق في تلك المحاضرة، قرر الدكتور أن يكسر الروتين بسؤال فلسفي استثنائي، حيث قال وهو يبتسم بثقة”إذا كان أمامكم كرسي، كيف يمكنكم إخفاؤه؟.
سؤال دكتور فلسفي
ساد الصمت في القاعة، وبدأت العقول تعمل بجد في محاولة فهم أبعاد السؤال. تردد البعض في الإجابة، بينما حاول آخرون التفكير في حلول منطقية أو عملية. لكن الجميع شعر أن السؤال يحمل معنى أعمق مما يبدو عليه.
الرد الأكثر ذكاءا
وسط هذا الهدوء المربك، رفع أحد الطلاب يده بثقة، وكان معروفاً بين زملائه بسرعة بديهته وذكائه الحاد. قال الطالب بابتسامة خفيفة ونبرة هادئة، وكأنه يرد بمكر:
“أي كرسي تقصد؟”
توقفت القاعة عن التنفس لوهلة، وبدت ملامح الذهول على وجوه الطلاب وحتى الدكتور نفسه لقد قلب الطالب السؤال رأساً على عقب، محوّلاً إياه من قضية عن إخفاء كرسي ملموس إلى سؤال أكثر تعقيداً عن مفهوم “الكرسي” ذاته.
بدأ الدكتور يبتسم بعمق، وأجاب الطالب قائلاً:
“سؤالك يحمل في طياته جوهر الفلسفة؛ لأنك لست فقط تتساءل عن الكرسي ككائن مادي، بل عن وجوده نفسه، وعن تعريفنا لماهية الكرسي احييك على هذا الرد، لأنه يجعلنا ندرك أن السؤال الحقيقي ليس عن الإخفاء، بل عن الإدراك والمعرفة.”
تحولت المحاضرة بعدها إلى نقاش عميق حول المفاهيم والرمزية في حياتنا اليومية هل الكرسي مجرد قطعة أثاث، أم أنه رمز لوظيفة معينة؟ وهل يمكننا فعلاً إخفاء شيء إذا كانت فكرة وجوده لا تزال حاضرة في عقولنا؟
وفي النهاية، خرج الجميع من المحاضرة، ليس بإجابات قاطعة، بل بأسئلة جديدة تتحدى أفكارهم وتحثهم على رؤية العالم بعيون مختلفة ربما يكون هذا هو جوهر الفلسفة نفسها؛ ليست في تقديم الإجابات، بل في تحفيز العقول للسؤال بطريقة أعمق وأذكى.