كانت هناك سيدة تعيش في إحدى القرى النائية، عانت لسنوات طويلة من العقم، وأصبحت أحلامها بالأمومة مجرد سراب بعيد. كان الحزن يلازمها يومًا بعد يوم، حتى أضحى دعاؤها لرب العالمين هو ملاذها الوحيد. ومع مرور الزمن، بدأ صبرها ينفد، وذات ليلة، بينما كانت تبكي بحرقة، دعت قائلة: “يا رب ارزقني بطفل، حتى لو كان حجرًا.”
امراة تلد طفل يشبه الحجر
مرت الأشهر، وفجأة شعرت السيدة بأعراض غريبة لم تعهدها من قبل. وعندما زارت الطبيب، كانت المفاجأة الصادمة: هي حامل! فرحتها كانت لا توصف، لكن الغرابة بدأت عندما لاحظ الأطباء أن الجنين يظهر بشكل غير طبيعي في صور الأشعة. وعند الولادة، كانت الصدمة الكبرى: الطفل كان بجسد يشبه الحجارة، بشرة صلبة للغاية، وكأنها منحوتة من صخر.
تفسير طبي وأبعاد دينية
انتشرت القصة في أرجاء القرية كالنار في الهشيم، وبدأ الناس يتساءلون عن السبب. فسر الأطباء الحالة على أنها مرض نادر يُسمى “فرط التقرن الجلدي”، وهو اضطراب يجعل الجلد شديد الصلابة، وكأنه قشرة حجرية. لكن السيدة وآخرين رأوا في القصة بُعدًا دينيًا واعتبروا أن الطفل كان استجابة حرفية لدعائها.
الدعاء المستجاتب
القصة أثارت عظة كبيرة بين الناس، حيث أصبحت تحذيرًا واضحًا من أثر الكلمات والدعاء غير المدروس. فبينما يُستجاب الدعاء برحمة الله وحكمته، يجب على الإنسان أن يدعو بما فيه الخير وأن يختار كلماته بعناية.
الأمومة رغم كل شيء
رغم جسد الطفل الغريب، أحبت السيدة ابنها حبًا لا مثيل له، واعتبرته هدية ربانية فريدة. أصبحت القصة رمزًا للإيمان والصبر وقوة الأمومة، وكيف أن المعجزات تأتي بأشكال غير متوقعة.
تلك القصة تبقى درسًا خالدًا في حياتنا، تذكرنا بأن الدعاء مسؤولية كبيرة، وأننا يجب أن نثق في حكمة الله ورحمته التي تفوق كل تصور.