حققت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية «ديب سيك» طفرة عالمية بتفوقها على الشركات الأمريكية الكبرى مثل «أوبن إيه آي» و«غوغل ديب مايند»، فتصدر تطبيقها الجديد قائمة التطبيقات المجانية على متجر «أبل» في الولايات المتحدة، وقد استعرض قدراتها بنموذجها المتقدم «R1»، والذي تم تطويره بميزانية محدودة باستخدام تقنيات فعالة وهو ما نوضحه لكم من خلال موقعنا فى السطور التالية.
ديب سيك تقلب موازين الذكاء الاصطناعي
أثار ذلك الجدل حول إمكانية الشركات الأمريكية الحفاظ على تقدمها التقني، فقد أسس الشركة الملياردير ليانغ وينفينغ، الذي بدأ بمشروع جانبي لشراء شرائح «إنفيديا» بهدف بناء نموذج ذكاء اصطناعي بمستوى بشري، رغم القيود الأمريكية على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، واستطاع ليانغ وفريقه استغلال الموارد المتاحة مما أظهر قدرة الصين على تحقيق إنجازات تقنية رغم القيود المفروضة.
الصين تتحدى هيمنة امريكا
تركيز «ديب سيك» على البحث العلمي جعلها منافس قوي، حيث تعتمد على نشر اكتشافاتها بدلا من الاحتفاظ بها، ولم تجمع الشركة تمويل خارجي إذ تعتمد بشكل كبير على عائدات صندوق التحوط لدفع رواتب مهندسيها، فيتمتع موظفوها بمزايا تنافسية، مما يعزز مكانتها بين شركات الذكاء الاصطناعي في الصين.
إنجاز «ديب سيك» أدى إلى تقلبات في الأسواق الآسيوية، حيث تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا والرقائق بسبب مخاوف من تأثيرها على استثمارات الذكاء الاصطناعي العالمية، كما أثيرت تساؤلات حول الحاجة إلى الإنفاق الضخم في هذا المجال في ظل نجاح الصين بنماذج منخفضة التكلفة، وهو ما شبهه المستثمرون بإطلاق الاتحاد السوفيتي لأول قمر صناعي، مما يعكس تحولا تاريخيًا في المنافسة التكنولوجية العالمية.