“حقيقة علمية جدًا”…ليه بتنام على صوت الغسالة القديمة؟! أصوات غريبة أثرت في تكوين الشخصية المصرية

في أحد مشاهد فيلم “صاحب الجلالة”، دار حوار طريف بين شخصية حسن الشيال (التي جسدها فريد شوقي) وعسكران (الذي لعبه فؤاد المهندس)، حيث كان الأول يسخر من نوم “السلطان مارينجوس الأول” على صوت الغسالة، قائلاً: «ولما السلطان بتاعكم لازم ينام ع غسالة ما قولتليش ليه.. زوق سلطانكم غريب أوي»، ليرد عليه عسكران قائلاً: «إيه السلطان المغفل ده اللي ما ينمش إلا على صوت غسالة؟».

هذه الجملة تمثل حالة نعيشها في واقعنا اليومي، حيث يُفضّل البعض النوم أو التركيز على أصوات معينة مثل صوت الغسالة أو بعض الآلات الأخرى. فهناك من يجد صعوبة في النوم دون هذه الأصوات، سواء كانوا في العمل أو الطلاب أثناء الدراسة.

الظاهرة التي يتحدث عنها الفيلم ليست بعيدة عن الحقيقة، فهي تشير إلى ما يعرف بـ”الضوضاء البيضاء”، وهي نوع من الضجيج الذي يمكن أن يكون مريحًا للبعض، ونستعرض هنا أهم الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع وفقًا لما ورد في موقع “my noise”.

ما هي الضوضاء البيضاء؟

الضوضاء البيضاء تتكون من سلسلة من الترددات الصوتية المتوزعة بشكل متساوٍ عبر كامل نطاق السمع البشري. وتتميز هذه الأصوات بأنها تكون بشكل متداخل، حيث يساعد تجميعها على التغطية على الأصوات المزعجة التي قد تشتت انتباه الشخص. يُطلق عليها “بيضاء” لأنها تشبه الضوء الأبيض، الذي هو نتيجة دمج جميع ألوان الطيف. كذلك، تجمع الضوضاء البيضاء بين جميع الأصوات المحيطة بالشخص لخلق بيئة صوتية مريحة.

هناك العديد من الأجهزة التي تساعد في إنشاء هذا النوع من الضوضاء، مثل الأجهزة الصغيرة التي يستخدمها ضعاف السمع، أو حتى المقاطع الصوتية التي يمكن الاستماع إليها عبر الإنترنت والتي تمتد لفترات طويلة تصل إلى 12 ساعة.

استخدامات الضوضاء البيضاء

تساعد الضوضاء البيضاء في علاج العديد من الحالات الطبية، مثل “الطنين”، الذي يحدث عندما يسمع الشخص أصواتًا داخل أذنه دون أي محفز خارجي. كما يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من “احتداد السمع” أو سماع الأصوات بشكل غير مريح. أيضًا، تساعد الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع تدريجيًا بسبب تضرر خلايا الأذن الداخلية على الحفاظ على ما تبقى من سمعهم.

كما أن الضوضاء البيضاء تُستخدم لتحسين التركيز، سواء للطلاب الذين يعانون من نقص في الانتباه أثناء المذاكرة أو للعمال في المكاتب الذين يسعون للتخلص من ضجيج المكان.

أمثلة على الضوضاء البيضاء

هناك العديد من الأصوات التي تندرج تحت تصنيف “الضوضاء البيضاء”، ومنها الأصوات التي نسمعها بشكل يومي مثل صوت مولدات الديزل في المصانع، محركات السفن، الطائرات، القطارات، وأصوات المواصلات العامة مثل الميكروباصات والعربات. كما تشمل أيضًا أصوات الغسالات، الشفاطات، الأمطار، وغيرها من الآلات التي تصدر أصواتًا مستمرة.

تعتبر الضوضاء البيضاء وسيلة مفيدة للعديد من الأشخاص الذين يعتمدون على هذه الأصوات لتحقيق الراحة والتركيز، وتساهم بشكل كبير في تخفيف التوتر وتحسين الأداء اليومي.