الأمثال الشعبية تعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي الذي يعكس فكراً ووجهة نظر جيل معين. إنها تُحاكي تجارب الناس اليومية وملاحظاتهم للحياة، وتصبح بمثابة دروس حكيمة تواصل الأجيال تداولها عبر الزمن. ومن بين هذه الأمثال، نجد المثل المعروف “شايل طاجن ستك”، الذي يُستخدم عادة لمزاح الشخص الذي يبدو دائمًا عابسًا وحزينًا.
القصة وراء مثل “شايل طاجن ستك”
يُقال هذا المثل في سياق فكاهي حينما يريد أحدهم الإشارة إلى شخص مكفهر الوجه أو في حالة مزاجية سيئة. لكن، ما علاقة هذا المثل بطاجن “الست” أو الجدة؟ الدكتور خالد أبو الليل، الخبير في تاريخ الفنون الشعبية، يوضح لنا القصة الكامنة وراء هذا المثل. يعود أصل هذه العبارة إلى صعيد مصر منذ فترة طويلة، وتحديدًا في العائلات التي كانت الجدات فيها معروفات بمزاجهن المتقلب وكثرة النقد.
في تلك الحقبة، كان من المعتاد في بيوت الصعيد أن تقوم النساء بإعداد أشهى المأكولات داخل الطواجن الفخارية، ثم تحمل الفتاة هذه الطواجن لتقدّمها لجدتها احترامًا لمكانتها الكبيرة في العائلة. لكن، وللأسف، كانت الجدات عادةً غير راضيات عن أي شيء، وكانوا يبالغون في نقد الجيل الجديد. وهذا كان يسبب للمراهقات حالة من الإحباط، حيث كانت تنتقد كل جهودهّن، مما كان يؤدي إلى ظهور علامات الحزن والضيق على وجوههن أثناء العودة إلى منازلهن.
ومع مرور الوقت، أصبح “طاجن الست” رمزًا للنكد والانتقادات الحادة، ليصبح هذا المثل جزءًا من التراث الشعبي المتداول بين الأجيال. وفي الوقت الحاضر، إذا كنت ترى شخصًا عابسًا أو محبطًا، يمكن أن تسمع أحدهم يقول له “شايل طاجن ستك ليه؟”، في إشارة إلى تلك الحالة النفسية السلبية.