أحكام الدين لا تأتي عبثاً!! .. ما هو سر حكمه الرسول في قتل البرص؟! .. حكمة عظيمة ودرس في الوقاية من الأمراض!!

في الإسلام تأتي تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم في مختلف الجوانب من حياة المسلم كإرشادات للخير والصلاح، إحدى هذه التعليمات تتعلق بالبرص، أو مرض الجذام، حيث أمر الرسول بقتله أو إبادته في بعض الأحاديث، لفهم هذه التوجيهات بشكل أعمق، يجب النظر إلى السياق التاريخي والديني، وأثر ذلك على الصحة العامة للمجتمع.

البرص في التاريخ الإسلامي

البرص أو الجذام هو مرض جلدي مزمن معدي كان شائعًا في العصور القديمة، وهو ناتج عن نوع من البكتيريا يعرف باسم “المتفطرة الجذامية”، هذا المرض كان يشكل تهديدا كبيرًا للمجتمع بسبب قدرته على الانتشار بشكل سريع بين الأفراد، بالإضافة إلى تأثيراته الجسدية الواضحة، حيث يسبب تقرحات جلدية، تآكل الأنسجة، وفقدان الحواس في بعض الحالات.

في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورد أن الرسول أمر بقتل البرص وأوصى بكبح انتشاره، حيث قال: “فر من المجذوم كما تفر من الأسد”. وهو ما يظهر حجم خطر هذا المرض على الفرد والمجتمع، ويوضح الحكمة في محاولة الحد من انتشاره.

الحكمة في قتل البرص

تتجلى الحكمة في هذا التوجيه في عدة جوانب:

  • حماية المجتمع من الأمراض المعدية: كان الجذام في الماضي مرضا مميتا ومعديا بسرعة، وكان من الممكن أن ينتقل عبر التلامس المباشر مع الشخص المصاب. بهذا المعنى، كان هذا الإجراء يحمي باقي أفراد المجتمع من انتشار المرض.
  • الاعتناء بالجانب الصحي للفرد: من منظور صحي، كان قتل البرص أو عزل المصابين به بمثابة وقاية للصحة العامة، فالمرض إذا لم يعالج قد يؤدي إلى تدهور حالة المصاب وموته. لم يكن العلاج متاحا في تلك الفترة، لذا كان الحد من انتشاره هو الحل الأفضل.
  • الحفاظ على نقاء المجتمع الجسدي والنفسي: بالإضافة إلى الأضرار الصحية، كان الجذام يعتبر في بعض الأحيان من العوامل التي تساهم في عزلة الشخص المصاب اجتماعيًا، لذا كان من المهم الحفاظ على صحة المجتمع من خلال الحد من احتمالية حدوث التلوث والتأثيرات النفسية والاجتماعية على الأفراد.

آثار البرص على الإنسان

البرص يمكن أن يؤدي إلى تدمير الأنسجة الحية، ما يعوق قدرة الإنسان على أداء وظائفه الطبيعية، علاوة على ذلك، فإن المريض بالجذام قد يعاني من آلام شديدة، خاصة إذا تطور المرض إلى مرحلة لا يمكن علاجها، مما يزيد من احتمالية تأثر حياته الاجتماعية والنفسية.