في الآونة الأخيرة، تزايدت التحذيرات بشأن تأثير الزلازل الأمطار الغزيرة على سلامة سد النهضة الإثيوبي، وفقا لتقارير متعددة، شهدت إثيوبيا نشاطا زلزال غير مسبوق، حيث ضربت البلاد 130 زلزالا في أسبوعين، وهو عدد لم يسجل منذ عقد من الزمن.
زلزال قوته فتاكة
من بين هذه الزلازل، وقع زلزال بقوة 4.9 درجة في 27 سبتمبر 2024، تلاه زلزالان آخران بعد 8 ساعات بقوة 4.5 درجة، بالإضافة إلى زلازل أخرى في الأسابيع التالية.
الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، حذر من أن هذه الزلازل قد تؤثر على سلامة سد النهضة، خاصةً إذا تكررت الزلازل بقوة أكبر وأقرب من السد. وأشار إلى أن السد يحتوي حاليًا على 60 مليار متر مكعب من المياه، مما يشكل وزنا كبيرًا على القشرة الأرضية الهشة جيولوجيًا في إثيوبيا.
من جهة أخرى، نفت السلطات الإثيوبية وجود أي تهديد على السد بسبب الزلازل، مؤكدة أن الدراسات الجيولوجية الشاملة التي أجريت على المنطقة قبل وبعد بناء السد لم تسجل أي مؤشرات على وجود خطر زلزالي يهدد السد.
بالإضافة إلى النشاط الزلزالي، حذر الخبراء من تأثير الأمطار الغزيرة على السد، خاصةً خلال موسم الفيضان من يوليو إلى سبتمبر، تعتبر هذه الفترة حرجة، حيث يمكن أن يؤدي تراكم المياه إلى زيادة الضغط على السد، مما يستدعي مراقبة دقيقة لضمان سلامته.
في الختام، على الرغم من التحذيرات المستمرة من بعض الخبراء بشأن تأثير الزلازل والأمطار الغزيرة على سد النهضة، إلا أن السلطات الإثيوبية تؤكد أن السد بني في منطقة جيولوجية مستقرة ولا يتأثر بالزلازل، ومع ذلك، تظل المراقبة المستمرة والتقييم الدقيق ضروريين لضمان سلامة السد وحماية المناطق المجاورة.