في إحدى القرى الهادئة، حيث يتداول الناس القصص كأنها دروس حياتية، كانت هناك سيدة تُدعى أمينة، عاشت سنوات طويلة في انتظار حلم الأمومة. تزوجت صغيرة، لكنها لم تُرزق بأطفال رغم كل المحاولات والعلاجات. ومع مرور السنين، أصبح اليأس يتسلل إلى قلبها، لكنها لم تتوقف عن الدعاء. كانت ترفع يديها إلى السماء وتقول بقلب يملؤه الشوق: “يا رب، ارزقني ولو بطفلٍ كالحجر، فقط لأشعر بطعم الأمومة!”
سيدة تلد طفل بجلد حجر
بعد سنوات من الانتظار، حدثت المعجزة شعرت أمينة أخيرًا ببوادر الحمل، ولم تصدق نفسها حين أكد الطبيب الخبر. غمرتها السعادة، وكأن الحياة عادت إليها بعد غياب. لكن الفرحة لم تدم طويلًا، فبعد ولادة الطفل، اكتشف الأطباء أن جلده قاسٍ بشكل غير طبيعي، يشبه ملمس الحجارة. كان مرضًا نادرًا يُعرف علميًا باسم “تقرّن الجلد الخلقي”، حيث تصبح طبقات الجلد سميكة وصلبة بشكل غير مألوف.
الدهشة.. والخوف!
عندما رأت أمينة طفلها لأول مرة، غمرتها مشاعر متناقضة. كانت تحبه بجنون لأنه ابنها الذي انتظرته طويلًا، لكن منظر جلده الصلب جعلها تشعر بالرهبة. تذكرت دعاءها القديم، وشعرت بالقشعريرة تسري في جسدها. هل كانت كلماتها سببًا في ذلك؟ هل استجاب الله لها حرفيًا؟
الاختبار الحقيقي
لم يكن الأمر سهلًا، فطفلها الصغير احتاج إلى رعاية خاصة، علاجات متكررة، واهتمام طبي دائم. كان الألم يلازمه، وكانت النظرات الغريبة من الناس تزيد من معاناة أمه. لكنها لم تفكر يومًا في التخلي عنه. بل نظرت إليه كهدية، وإن كانت مختلفة، فهي ما طلبته من الله بصدق.
قوة الدعاء.. وسر الاستجابة
مع مرور الوقت، أدركت أمينة أن الله استجاب لها بطريقته الخاصة، ليختبر حبها وصبرها. ربما لم تكن تتوقع أن يأتي طفلها بهذه الحالة، لكنها تعلمت أن كل استجابة تحمل معها حكمة مخفية. فابنها لم يكن حجرًا، لكنه كان درسًا حيًا في الصبر، الحب غير المشروط، والإيمان بأن لله حكمة في كل شيء.
خاتمة – لا تقل “ولو حجر” بعد اليوم!
هذه القصة ليست مجرد حكاية حزينة، بل درس لكل من يدعو الله بشيء دون أن يزن كلماته. فالله كريم، لكن استجابته قد تأتي بطرق لا نتخيلها. لذلك، عندما ندعو، فلندعُ بالخير المطلق، ونطلب ما نريده بعقل وقلب مفتوحين، مع الثقة بأن الله سيختار لنا الأفضل.
لعل أمينة لم تنجب طفلًا كغيره من الأطفال، لكنها رُزقت بمعجزة، ووهبها الله اختبارًا يثبت قوة حبها، وإيمانها الحقيقي بالأمومة.