قرار مفاجئ من الفيدرالي الأميركي: تثبيت أسعار الفائدة رغم توقعات الأسواق ومطالب ترامب بخفضها.. ما التأثير على الاقتصاد العالمي؟

تثبيت أسعار الفائدة .. في خطوة غير متوقعة، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مساء الأربعاء، عن تثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية دون تغيير، لتظل في نطاق 4.25% – 4.50%. جاء هذا القرار مخالفًا لتطلعات الأسواق ومطالب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي كان يدفع نحو خفض الفائدة لدعم الاقتصاد. فماذا يعني ذلك للأسواق العالمية؟

تفاصيل قرار تثبيت أسعار الفائدة

أكد الاحتياطي الفيدرالي في بيانه الرسمي أن النشاط الاقتصادي مستمر في التوسع بوتيرة قوية، مشيرًا إلى أن معدل البطالة ظل منخفضًا بينما لا يزال التضخم عند مستويات مرتفعة نسبيًا. وأضاف البيان أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) تتابع المخاطر الاقتصادية عن كثب، وستتخذ قراراتها المستقبلية بناءً على تطورات البيانات الاقتصادية.

لماذا قرر الفيدرالي تثبيت أسعار الفائدة؟

رغم توقعات البعض بأن يتجه الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة لدعم النمو، فإن القرار جاء مدفوعًا بعدة عوامل:

  • استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة، ما يجعل أي تخفيض في الفائدة مخاطرة قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل أكبر.
  • استقرار سوق العمل، حيث لا تزال معدلات التوظيف قوية، ما يمنح الفيدرالي مجالًا للحفاظ على سياسته النقدية المشددة.
  • التوازن بين المخاطر الاقتصادية، حيث يرى الفيدرالي أن الاستعجال في تخفيض الفائدة قد يضر باستقرار الأسواق المالية.

ردود فعل الأسواق على قرار الفيدرالي

  • شهدت الأسواق العالمية تذبذبًا فور إعلان القرار، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية، فيما ارتفع سعر الدولار مقابل العملات الأخرى نتيجة تثبيت الفائدة.
  • أسعار الذهب شهدت تقلبات حادة، حيث تعد الفائدة أحد العوامل المؤثرة في حركة الذهب عالميًا.
  • قطاع العقارات قد يتأثر باستمرار الفائدة المرتفعة، مما قد يؤدي إلى تراجع الاستثمارات العقارية في بعض الأسواق.
قرار مفاجئ من الفيدرالي الأميركي: تثبيت أسعار الفائدة رغم توقعات الأسواق ومطالب ترامب بخفضها.. ما التأثير على الاقتصاد العالمي؟ – صورة أرشيفية

ترامب والفيدرالي.. صراع مستمر حول أسعار الفائدة

طالب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أكثر من مرة بخفض أسعار الفائدة، معتبرًا أن ارتفاعها يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأميركي. وكان قد أشار خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إلى أنه سيضغط على الفيدرالي لاتخاذ قرارات تدعم النمو الاقتصادي. ومع ذلك، يبدو أن الفيدرالي لا يزال متمسكًا بسياسته النقدية دون التأثر بالضغوط السياسية.

متى سيكون اجتماع الفيدرالي القادم؟

بعد هذا القرار، ينتظر المستثمرون الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في 19 مارس 2025، حيث ستكون البيانات الاقتصادية القادمة، خاصة تقرير التضخم ومعدلات التوظيف، حاسمة في تحديد اتجاه السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة.

كيف سيؤثر القرار على الاقتصاد العالمي؟

  • الدول الناشئة قد تواجه ضغوطًا إضافية بسبب استمرار قوة الدولار، مما قد يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض.
  • أسعار النفط قد تتأثر سلبًا إذا زادت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي نتيجة استمرار الفائدة المرتفعة.
  • المستثمرون في الأسواق المالية سيعيدون تقييم استراتيجياتهم بناءً على استمرار الفيدرالي في سياسة التشديد النقدي.

خلاصة القول

قرار تثبيت أسعار الفائدة يعكس حذر الفيدرالي في التعامل مع الضغوط الاقتصادية، حيث يسعى للحفاظ على التوازن بين دعم النمو وكبح التضخم. ومع استمرار المراقبة الدقيقة للبيانات الاقتصادية، يبقى السؤال الأهم: هل سيستمر الفيدرالي في تثبيت الفائدة أم سنشهد خفضًا في الاجتماعات المقبلة؟