في عام 2013، وفي قلب جبال مونت بلانك الفرنسية المغطاة بالثلوج، وقع اكتشاف غير متوقع عندما عثر متسلق جبال على صندوق معدني مدفون في نهر جليدي. هذا الصندوق، الذي كان يحتوي على أحجار كريمة نادرة من الزمرد والياقوت الأحمر والأزرق، حمل نقشًا يشير إلى أنه “صُنع في الهند”، مما أثار العديد من التساؤلات حول ارتباطه بحادث تحطم طائرة هندية في المنطقة خلال خمسينيات أو ستينيات القرن الماضي، وكان الاكتشاف بمثابة نافذة على الماضي الغامض لهذه المنطقة.
التحديات القانونية لتحديد الملكية
- بمجرد اكتشاف الكنز، أظهر المتسلق نزاهة كبيرة وسلم الصندوق إلى السلطات المحلية. بدأت بذلك رحلة قانونية استمرت لثماني سنوات لتحديد حقوق الملكية.
- وفي نهاية المطاف، قررت السلطات تقسيم الكنز الذي تقدر قيمته بـ 350 ألف دولار، حيث حصل المتسلق على نصف المبلغ كمكافأة على أمانته، بينما احتفظت السلطات بالنصف الآخر. هذا الإجراء يبرز أهمية الالتزام بالقوانين في مثل هذه المواقف.
كنز مادي ذو قيمة تاريخية
ضم الصندوق حوالي 100 حجر كريم، مما جعله واحدًا من أكبر الاكتشافات في المنطقة، ويعتقد أن الأحجار كانت جزءًا من حمولة طائرة هندية تحطمت في جبال الألب، ما يضيف بعدًا تاريخيًا مثيرًا للاهتمام للاكتشاف، وإلى جانب قيمته المادية، يثير الكنز العديد من القصص حول الطائرة المفقودة والرحلة المأساوية التي ارتبطت بها.
بين التاريخ والطبيعة
لا يُعتبر هذا الاكتشاف مجرد كنز مادي، بل هو درس في النزاهة واتباع القوانين، كما يعكس العديد من الأسرار التي تخفيها الطبيعة بين طيات الجليد، مما يفتح الباب لاستكشاف المزيد من القصص غير المكتشفة في جبال مونت بلانك، التي أصبحت أكثر من مجرد وجهة سياحية، بل هي صفحة تاريخية مفتوحة تتطلب الاستكشاف.