في أحد أركان بيت جدي، كان يقبع جهاز تلفزيون قديم. جهاز خشبي بإطار متين، وشاشة صغيرة تقبع خلف زجاج سميك، وكان يعمل بمفاتيح تديرها لتغيير القنوات و لم أكن أعلم حينها أن هذا الصندوق الصغير سيكون مصدرًا لإلهام عميق وتجربة ستغير حياتي إلى الأبد.
التلفزيون القديم في بيت جدك هيغير حياتك كلها مش هتصدق ازاي؟
عندما كنت صغيرًا، كنت أزور بيت جدي في الأعياد والعطلات. كان البيت مليئًا برائحة القهوة العربية وصوت ضحكات العائلة، لكن أكثر ما كان يلفت نظري هو ذلك التلفزيون القديم. بدا وكأنه بوابة إلى عالم مختلف، حيث كانت الصور بالأبيض والأسود تتراقص على الشاشة، ومعها صوت هادئ يحمل قصصًا وأغانٍ عتيقة.
رحلة في التاريخ والتقاليد
جلسنا ذات ليلة حول هذا التلفزيون، حيث قرر جدي تشغيل أحد البرامج القديمة التي كان يشاهدها في شبابه. كان البرنامج بسيطًا، لكنه مليء بالحكمة والرسائل العميقة. لم تكن هناك مؤثرات بصرية متقدمة ولا ألوان زاهية، لكن ما كان يميز ذلك الزمن هو التركيز على المحتوى، على القصة، وعلى الإنسان.
في كل مرة كنت أشاهد هذا التلفزيون، كنت أتعرف على جزء جديد من ثقافة جدي وجيله. تعلمت منه معنى البساطة وأهمية التواصل الحقيقي. لم تكن التكنولوجيا معقدة، ولكنها كانت تجمع الناس معًا، وتجعلهم يتشاركون لحظات لا تُنسى.
كيف غيّر هذا التلفزيون حياتي؟
مع مرور الوقت، أدركت أن ما علّمه لي هذا التلفزيون القديم كان أعظم من مجرد لحظات ترفيهية. لقد جعلني أُقدّر قيمة الأشياء البسيطة في الحياة، وجعلني أفهم أن السعادة لا تأتي من التكنولوجيا المتطورة أو الأجهزة الحديثة، بل من الترابط الإنساني.
بدأت أنظر إلى الأمور من منظور مختلف. أصبحت أكثر اهتمامًا بتوثيق اللحظات الجميلة مع عائلتي وأصدقائي، وأدركت أهمية الحفاظ على الذكريات. كما أنني أصبحت أقدر التقاليد والموروثات التي قد تبدو بسيطة لكنها تحمل في طياتها حكمة عميقة.