مع تفاقم أزمة سد النهضة وتأثيرها المحتمل على موارد مصر المائية، ظهرت مبادرات علمية جريئة تسعى إلى تأمين مصادر جديدة للمياه وتعزيز استدامة الموارد المتاحة، ومن بين هذه المشاريع، قدم الدكتور محمد سيد علي، أستاذ هندسة الفضاء والنانو بإحدى الجامعات اليابانية، مشروع “أنهار الصعيد الخمسة”، الذي يهدف إلى إنشاء أنهار جديدة تدعم احتياجات مصر المائية في القرن الحادي والعشرين.
خمسة أنهار جديدة لتعزيز الموارد المائية
يقترح المشروع إنشاء خمسة أنهار صناعية تتوزع في مناطق مختلفة من الصعيد، ومن أبرزها:
- نهر يتدفق عكس اتجاه النيل، حيث يبدأ من جبال البحر الأحمر ويتجه جنوبًا ليصب في منطقة ثنية قنا.
- أنهار أخرى تمتد عبر وادي الأسيوطي، طرفة، وسنور، وتنتهي بتدفقها في نهر النيل بمحافظات الصعيد المختلفة.
هذا المشروع يهدف إلى زيادة تدفق المياه العذبة وتحقيق توازن مائي جديد يساعد على تقليل المخاطر الناتجة عن التغيرات في تدفقات مياه النيل.
دور الاستمطار الصناعي في مواجهة الجفاف
يرى الدكتور محمد سيد علي أن الاستمطار الصناعي المؤقت يمثل أحد الحلول الفعالة لتعويض نقص المياه الناتج عن أي تأثير سلبي لسد النهضة، ويقترح المشروع تنفيذ عمليات الاستمطار في جبل الطور بسيناء وجبل رأس غارب بالبحر الأحمر، مما يسهم في توفير مصادر جديدة للمياه العذبة تدعم القطاعات الزراعية والصناعية في مصر، كما يهدف المشروع إلى إعادة توزيع السكان من خلال زيادة الرقعة الزراعية في مناطق مثل سيناء، رأس غارب، الجونة، والغردقة، مما يعزز التنمية في المناطق الصحراوية التي تعاني من ندرة المياه.
حلول علمية لمستقبل مستدام
يعتبر مشروع “أنهار الصعيد الخمسة” خطوة طموحة نحو تحقيق الأمن المائي لمصر، ويعكس رؤية علمية قائمة على الابتكار والتخطيط الاستراتيجي، ومع استمرار البحث والدراسات، يمكن أن يمثل هذا المشروع نموذجًا جديدًا لإدارة المياه وتعزيز التنمية المستدامة في مصر.