دراسة تحذر من مسكن شهير: قد يزيد من الإصابة بمضاعفات في القلب والجهاز الهضمي والكلى

يلجأ العديد من الأشخاص إلى المسكنات كحل سريع للتخفيف من الآلام المختلفة والتعامل مع الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا، إلا أن دراسة حديثة أجرتها جامعة نوتنجهام كشفت عن مخاطر غير متوقعة لأحد أشهر هذه المسكنات، مؤكدة أنه ليس بالآمن كما يعتقد الكثيرون. فبينما يُنظر إليه منذ سنوات على أنه الخيار الأول لتسكين الألم، خصوصًا لدى كبار السن الذين يعانون من هشاشة العظام، تشير الأدلة الجديدة إلى أن استخدامه المتكرر قد يكون أكثر ضررًا مما كنا نتخيل.

البحث الذي شمل تحليل بيانات أكثر من نصف مليون شخص تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، كشف بوضوح أن الاستعمال طويل الأمد لهذا المسكن يمكن أن يضاعف من احتمالات الإصابة بمضاعفات خطيرة، مثل قصور القلب وارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة وأمراض الكلى المزمنة. وأوضح البروفيسور وييا تشانج، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن هذا الدواء لطالما اعتُبر آمنًا مقارنة بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، لكن نتائجه السريرية تكشف عن صورة مختلفة تمامًا، مما يستدعي إعادة التفكير في اعتباره الخيار الأساسي لتخفيف الألم.

إلى جانب المخاطر التي أشارت إليها الدراسة، يُذكر أن الباراسيتامول، رغم اعتباره أحد أكثر المسكنات أمانًا عند استخدامه بجرعات معتدلة، يمكن أن يؤدي إلى تسمم كبدي خطير في حال تجاوز الجرعة الموصى بها. يُعد الكبد المسؤول الرئيسي عن استقلاب هذا الدواء، وعند تناول جرعات زائدة، يتراكم أحد نواتج تحلله السامة، مما قد يؤدي إلى فشل كبدي حاد قد يكون قاتلًا في بعض الحالات. ولهذا السبب، تحذر الهيئات الصحية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من مخاطر الجرعات الزائدة، خاصة لدى الأشخاص الذين يتناولونه بشكل متكرر أو يستهلكون الكحول بالتزامن مع استخدامه، إذ يمكن أن يزيد ذلك من خطر تلف الكبد بشكل كبير. ولتجنب هذه المضاعفات، يُنصح المرضى باستشارة الطبيب قبل استخدامه لفترات طويلة أو بجرعات مرتفعة، والبحث عن بدائل أخرى أكثر أمانًا عند الحاجة إلى تسكين الألم المزمن.

ورغم أن العديد من التوصيات الطبية السابقة اعتمدت عليه كعلاج مفضل، خاصة للمرضى كبار السن المعرضين لمضاعفات الأدوية الأخرى، إلا أن الدراسة الحالية تضع علامة استفهام كبيرة حول سلامته على المدى الطويل، خصوصًا مع التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر على القلب والجهاز الهضمي والكلى. وعلى الرغم من أن الباحثين يؤكدون الحاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقق من هذه النتائج، إلا أن هذه الأدلة تستدعي توخي الحذر عند استخدام هذا المسكن لفترات طويلة، خصوصًا لأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة.

الأفراد الذين يعانون من أمراض الكبد أو الكلى أو لديهم تاريخ من الحساسية تجاه هذا الدواء أو الأدوية المشابهة قد يكونون أكثر عرضة للمخاطر، مما يجعلهم بحاجة إلى البحث عن بدائل أكثر أمانًا. وفي ظل هذه التحذيرات، يصبح من الضروري إعادة تقييم مدى الاعتماد على هذا المسكن كحل دائم، والتركيز على طرق أخرى لإدارة الألم بشكل أكثر أمانًا وفعالية، تجنبًا للمضاعفات التي قد لا تظهر على الفور ولكن يمكن أن تكون لها آثار وخيمة على الصحة في المستقبل.