في تصريحاته الأخيرة، أكد رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، التزام مصر بالمسار الدبلوماسي في التعامل مع التحديات الناجمة عن بناء سد النهضة الإثيوبي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث شدد على أن مصر ليست ضد التنمية في دول حوض النيل، بل تدعمها بشرط عدم الإضرار بحقوقها المائية.
وأوضح مدبولي أن الحكومة المصرية نفذت العديد من المشروعات الحيوية في مجالات الري والصرف الصحي ومعالجة المياه، بهدف تقليل المخاطر المرتبطة بالسد وضمان استدامة الموارد المائية. وأشار إلى أن هذه الجهود المكثفة ساهمت في الحفاظ على مخزون المياه في بحيرة السد العالي، مما أدى إلى عدم شعور المواطنين بأي نقص في إمدادات المياه، رغم التكلفة العالية لهذه المشروعات.
ورغم التأثيرات السلبية المحتملة لإنشاء سد النهضة، أكد رئيس الوزراء أن مصر مستمرة في سعيها للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم مع إثيوبيا يضمن حقوق دول المصب. وأشار إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، التي تفيد بعدم إلحاق الضرر بمصر والسودان، تحتاج إلى ترجمتها إلى اتفاقيات فعلية تلتزم بها جميع الأطراف.
مشروعات مائية لتقليل الأضرار
في إطار جهود مصر للتصدي للتحديات المائية الناجمة عن بناء سد النهضة الإثيوبي، تبنت الحكومة المصرية مجموعة من المشروعات المائية المبتكرة لتعزيز استدامة مواردها المائية وتقليل الأضرار المحتملة. فيما يلي خمسة من أبرز هذه المشروعات:
- مشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر: يُعد هذا المشروع من أكبر محطات معالجة المياه في العالم، حيث يهدف إلى معالجة حوالي 5.6 مليون متر مكعب من مياه الصرف الزراعي يوميًا، لاستخدامها في استصلاح وزراعة الأراضي في شمال سيناء، مما يساهم في زيادة الرقعة الزراعية وتعويض الفاقد من المياه.
- مشروع محطة معالجة مياه الصرف الزراعي في الحمام: يهدف هذا المشروع إلى معالجة مياه الصرف الزراعي وإعادة استخدامها في ري الأراضي الزراعية، مما يساهم في توفير كميات كبيرة من المياه العذبة للاستخدامات الأخرى.
- مشروع تبطين الترع: يهدف إلى تقليل الفاقد من المياه في شبكات الري من خلال تبطين وتأهيل الترع والقنوات المائية، مما يساهم في تحسين كفاءة نقل وتوزيع المياه وتقليل الفاقد نتيجة التسرب والبخر.
- مشروعات تحلية مياه البحر: تتوسع مصر في إنشاء محطات تحلية مياه البحر لتوفير مصادر بديلة للمياه العذبة، خاصة في المناطق الساحلية، وذلك لتلبية احتياجات الشرب والاستخدامات المختلفة وتقليل الضغط على مياه النيل.
- مشروع الاستفادة من مياه الأمطار والسيول: يشمل إنشاء سدود وبحيرات صناعية لتجميع مياه الأمطار والسيول في المناطق الصحراوية، واستخدامها في الزراعة والشرب، مما يساهم في زيادة الموارد المائية المتاحة وتقليل الاعتماد على نهر النيل.
في هذا السياق، أكد مدبولي أن مصر لن تفرط في حقوقها المائية وستحميها بكافة الوسائل الممكنة، مع الاستمرار في دعم مشروعات التنمية في دول حوض النيل بما لا يضر بمصالحها.