محمد الضيف .. من هو محمد دياب المصري الذى استشهد اليوم: القائد الغامض الذي أرهق إسرائيل لعقود!

محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بلقب “محمد الضيف”، هو شخصية بارزة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وقائد عام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وُلد في عام 1965 في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، لعائلة فلسطينية لاجئة هُجّرت من قرية القبيبة خلال نكبة عام 1948.

النشأة والتعليم

نشأ الضيف في بيئة متواضعة بمخيم خان يونس، حيث تلقى تعليمه الأساسي. التحق بالجامعة الإسلامية في غزة، وحصل على درجة البكالوريوس في علوم الأحياء عام 1988. خلال فترة دراسته، انخرط في النشاط الدعوي، وأصبح من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة حماس. إلى جانب دراسته، عمل مع والده في مجال الغزل والتنجيد، وأنشأ مزرعة لتربية الدواجن، كما عمل سائقًا لدعم أسرته ماليًا.

المسيرة العسكرية

انضم الضيف إلى جماعة الإخوان المسلمين خلال دراسته الجامعية، ومع انطلاق حركة حماس عام 1987، انخرط في صفوفها. في عام 1989، اعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة الانتماء للجهاز العسكري لحماس، وقضى 16 شهرًا في السجن. بعد الإفراج عنه، واصل نشاطه العسكري، وبرز دوره بعد استشهاد القائد عماد عقل، حيث تولى مسؤولية الجهاز العسكري للحركة.

ساهم الضيف في تطوير القدرات العسكرية لكتائب القسام، بما في ذلك بناء شبكة أنفاق تحت الأرض، وتطوير ترسانة الصواريخ المحلية الصنع. كما كان له دور بارز في التخطيط لعمليات نوعية ضد أهداف إسرائيلية، مما جعله هدفًا رئيسيًا لإسرائيل.

محاولات الاغتيال

نظرًا لدوره البارز في المقاومة، تعرض الضيف لعدة محاولات اغتيال من قبل إسرائيل، لكنه نجا منها جميعًا، مما أكسبه لقب “الرجل ذو التسع أرواح”. في إحدى هذه المحاولات، فقد إحدى عينيه وأصيب بجروح خطيرة في ساقه. في عام 2014، استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً كان يُعتقد أنه يتواجد فيه، مما أدى إلى استشهاد زوجته وابنه، لكنه نجا من الهجوم.

الاستشهاد

في 30 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام رسميًا استشهاد محمد الضيف، إلى جانب عدد من القيادات البارزة في الحركة، خلال عملية “طوفان الأقصى”. جاء هذا الإعلان بعد أكثر من سبعة أشهر من انتشار أخبار عن اغتياله. وقد أثار هذا الحدث ردود فعل واسعة في الأوساط الفلسطينية والإقليمية، نظرًا لتأثير الضيف الكبير على مسار المقاومة الفلسطينية.

الإرث والتأثير

يُعتبر محمد الضيف رمزًا للمقاومة الفلسطينية، وقد ترك بصمة واضحة في تاريخ الصراع مع إسرائيل. ساهم في تشكيل استراتيجيات وتكتيكات عسكرية أثرت بشكل كبير على ديناميكيات هذا الصراع. رغم السرية التي أحاطت بحياته، إلا أن تأثيره كان جليًا في مسيرة المقاومة، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الشعب الفلسطيني كأحد أبرز قادته العسكريين.