في أعماق مستنقعات إفريقيا الرطبة، حيث تسود قوانين الطبيعة بلا رحمة، ظهر تمساح فريد من نوعه، ليس فقط بقوته الفتاكة وأنيابه الحادة، بل بذكائه الخبيث وقدرته على التمثيل ببراعة تفوق البشر.
تمساح يمثل انه انسان يغرق
كان هذا التمساح، الذي أطلق عليه السكان المحليون اسم “مخادع الماء”، قد طوّر حيلة غير مسبوقة للإيقاع بضحاياه. بدلًا من انتظار فريسته كما تفعل التماسيح الأخرى، بدأ في التظاهر بأنه إنسان يغرق، مستعينًا بحركات جسده القوية لإحداث تموجات في الماء، وإصدار أصوات مشابهة لصراخ الاستغاثة البشري.
عندما يسمع أحد المارة النداء المفزع، ينتفض بدافع الفطرة الإنسانية لإنقاذ الغريق، غير مدرك أن ما ينتظره في الأسفل ليس سوى فكّين فولاذيين مستعدين للإطباق عليه في لحظة خاطفة. وما إن يقترب المنقذ حتى يطلق التمساح هجومه الخاطف، ساحبًا فريسته إلى الأعماق، حيث تختفي الصرخات في دوامة من الماء والطين.
الغريب في الأمر أن سكان القرية المجاورة بدأوا يلاحظون تكرار حالات الغرق الغامضة في نفس المنطقة ظنّ البعض أنها لعنة أو وحش أسطوري، لكن صيادًا عجوزًا راقب المياه ليالٍ طويلة حتى اكتشف الحقيقة المرعبة رأى بأم عينه كيف كان التمساح يؤدي دوره ببراعة، وكيف كان يخدع البشر بأدق التفاصيل، كأنه ممثل متمرس.
لكن، هل هذا التمساح مجرد كائن شرس يبحث عن غذائه، أم أنه كائن واعٍ يختبر حدود قدرته على الخداع؟ ربما لن نعرف الإجابة، لكن المؤكد أن الطبيعة لا تكف عن مفاجأتنا بكائنات تتجاوز حدود الغريزة، لتدخل عالم الذكاء والمكر.