في تطور قد يكون نقطة تحول في قطاع الطاقة، أعلنت شركة دي إن أو النرويجية عن اكتشاف نفطي جديد في جنوب بحر الشمال، وهو ما يمهد الطريق لسلسلة من الاكتشافات المحتملة في منطقة كانت تعتبر سابقًا قليلة الجدوى للاستكشاف، ويعد هذا الاكتشاف تأكيدًا على الإمكانات غير المستغلة التي لا تزال موجودة في الجرف القاري النرويجي.
حجم الاكتشاف وتأثيره على السوق
بحسب التقديرات الأولية، يتراوح إجمالي الموارد القابلة للاستخراج من النفط الخفيف بين 27 و57 مليون برميل من النفط المكافئ، وهو ما يعادل متوسطًا يبلغ 41 مليون برميل، وتأتي هذه النتائج بعد عمليات حفر دقيقة أجرتها منصة نوبل إنفينسيبل، والتي ساهمت في اكتشاف خزان نفطي صافي بعمق 16 مترًا، ويمثل هذا الاكتشاف دفعة قوية لشركة دي إن أو وشركائها، بما في ذلك آكر بي بي وبتورو وسورس إنرجي، الذين يمتلكون حصصًا متفاوتة في المشروع.
التحديات التقنية وآفاق التطوير
لم تقتصر عمليات الحفر على الهدف الأساسي في تكوين “أولا”، بل امتدت أيضًا إلى تكوين “فالي”، حيث تم تأكيد وجود عمود نفطي بطول 12 مترًا، ورغم عدم إجراء اختبارات مباشرة على التكوينات، فقد تم جمع بيانات وعينات مكثفة لتقييم الجدوى الاقتصادية للاكتشاف، وفي ضوء هذه النتائج، يدرس المشغلون إمكانية ربط الاكتشاف بالبنية التحتية القائمة، مثل مركز إيكوفيسك التابع لشركة كونوكو فيليبس ومركز فالهال التابع لشركة آكر بي بي، مما قد يسهم في تطوير الحقل بكفاءة أعلى.
الخطوات القادمة وفرص النمو
مع استمرار عمليات التقييم، يتوقع أن يكون هذا الاكتشاف بداية لسلسلة من النجاحات المستقبلية في بحر الشمال، ويمثل هذا التطور دافعًا قويًا لتعزيز الاستثمارات في المنطقة، مع التركيز على تقنيات الحفر الحديثة التي تقلل من المخاطر وتحسن معدلات الاستخراج، ويؤكد هذا الاكتشاف على قدرة النرويج على الحفاظ على مكانتها كمركز رئيسي لإنتاج النفط والغاز في أوروبا.