في يوم الخميس الموافق 30 يناير 2025، أظهرت دراسة جديدة أن كبار السن الذين يتعرضون لتغيرات ملحوظة في مستويات كوليسترولهم سنويًا قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف ومشاكل صحية عقلية.
ارتفاع مخاطر الخرف
أفاد فريق الباحثين أن الأشخاص الذين شهدوا تقلبات كبيرة في مستويات الكوليسترول كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 60٪. وظهرت هذه النتائج في العدد الصادر في 29 يناير 2025 من مجلة Neurology.
تأثيرات على الصحة العقلية
إضافة إلى ذلك، لوحظ أن هؤلاء الأفراد تعرضوا لزيادة نسبتها 23% في خطر الإصابة بتدهور إدراكي خفيف، وهي مرحلة أولية قد تؤدي في النهاية إلى الخرف. وأشار زين زو، الباحث الرئيسي من جامعة موناش في أستراليا، إلى أن “هذه النتائج تدل على أن قياسات كوليسترول متقلبة على مدار السنين قد تكون دالة جديدة يمكن استخدامها لتحديد الأفراد المعرضين للخرف.”
الوضع الحالي للبحث العلمي
تشير الأدلة السابقة إلى أن ارتفاع مستويات الكوليسترول في منتصف العمر يتم اعتباره عامل خطر لتدهور الإدراك في مراحل لاحقة من الحياة. ورغم ذلك، فإن الأبحاث حول تأثير الكوليسترول على الصحة العقلية لدى كبار السن قد قدمت نتائج مختلطة؛ فقد أثبتت بعض الدراسات أن الكوليسترول لا يؤثر على الدماغ عند كبر السن، بينما وجدت أخرى أن الكوليسترول المنخفض قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
الدراسة والمشاركون
تتبع الباحثون صحة الدماغ لأكثر من 9,800 مشارك تجاوزوا 65 عامًا، جميعهم بدأوا الدراسة دون علامات خرف أو مشاكل في الذاكرة. تم قياس مستويات الكوليسترول في بدايات الدراسة وثلاث مرات أخرى على مدار أربع سنوات. وتمت متابعة وجود التطور المعرفي في هؤلاء الأشخاص كذلك.
نتائج وتأملات
بعد المتابعة، تم ملاحظة أن 509 مشاركًا تطور لديهم الخرف. من بين الذين شهدوا أكبر التغيرات في مستوى الكوليسترول، أصيب 147 من 2,408 خرفًا، بمعدل 11.3 لكل 1,000 سنة-شخص. بينما في المجموعة التي شهدت أقل تغير، كانت النسبة 7.1 لكل 1,000 سنة-شخص فقط.
العوامل المرتبطة بتدهور القدرات العقلية
انتبه الباحثون إلى أن مخاطر الإصابة بالخرف وتدهور الإدراك كانت مرتبطة بتقلبات الكوليسترول الكلي وكوليسترول LDL (“الضار”). بينما لم يجدوا أي علاقة بالسلوكيات المرتبطة بكوليسترول HDL أو الدهون الثلاثية.
نتائج غير مؤكدة
من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة لم تستطيع إثبات علاقة سببية مباشرة بين تغييرات الكوليسترول وتطور الخرف، بل تشير فقط إلى وجود ارتباط. وصرح زو أنه يجب مراقبة المستويات الكوليسترول مع مرور الوقت؛ لمساعدة الأطباء في التعرف على المرضى المعرضين للخطر وإمكانية استفادتهم من التدخلات، مثل تغيير نمط الحياة أو تناول الأدوية المناسبة.
خيارات تحسين صحة الدماغ
يتكهن الباحثون أنه قد تؤدي تغيرات مستويات الكوليسترول إلى الإضرار بالصحة العقلية عبر التأثير على تراكيب الدهون في جدران الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى زيادة خطر انسداد تدفق الدم إلى خلايا الدماغ. كما يعتقدون أن هذه التغيرات قد تكون مرتبطة بحالات صحية مزمنة أخرى هي التي تسبب تجدد التدهورات المعرفية.
معلومات إضافية
للحصول على نصائح حول كيفية تقليل مستويات الكوليسترول وحماية صحة القلب والدماغ، يمكن زيارة موقع كلية الطب بجامعة هارفارد.
المصدر: الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب، بيان صحفي، 29 يناير 2025.