منذ أكثر من 2000 عام، أبهرت مدينة أتلانتس المفقودة الباحثين عن الكنوز والمستكشفين، وقد ألهمت الأسطورة الملايين حول العالم. ومع ذلك، وعلى الرغم من النظريات المتعددة وعقود من البحث، ظلت المدينة المفقودة لغزًا عصيًّا على الحل ولكن، بينما تبقى أتلانتس في معظم الأحيان مجرد أسطورة، اكتشف علماء الآثار العديد من المدن الغارقة في أنحاء مختلفة من العالم، بعضها حقيقي ويفوق في غرابته ما يمكن تخيله.
أتلانتس الأسطورة التي أثارت فضول العالم
تعتبر أتلانتس من أشهر الأساطير التي وردت في كتابات الفيلسوف اليوناني أفلاطون، الذي ذكر في حواراته حوالي عام 360 قبل الميلاد وجود حضارة عظيمة ومتقدمة غرقت في المحيطات بعد أن ضربتها الزلازل والفيضانات العنيفة. ومع مرور الوقت، بدأ بعض المفكرين في القرن التاسع عشر يشككون في كون هذه الحكاية مجرد خرافة، حيث نشر إغناتيوس دونيلي، الكاتب والسياسي الأمريكي، كتابه “أتلانتس: عالم ما قبل الطوفان” عام 1882، مشيرًا إلى أن أتلانتس ربما كانت قارة مفقودة دمرها فيضان الكتاب المقدس.
هيراكليون في مصر: مدينة غارقة بأسرار قديمة
في البحر الأبيض المتوسط قبالة ساحل الإسكندرية، اكتشف علماء الآثار بقايا مدينة قديمة كانت تعرف بثونيس هيراكليون. كانت هذه المدينة في الماضي مركزًا تجاريًا مزدهرًا وواحدة من بوابات مصر القديمة إلى البحر الأبيض المتوسط. ولكن، بعد أن تعرضت لزلزال ضخم، غرقت المدينة في المياه لتختفي في طي النسيان لآلاف السنين. لم يُذكر اسم المدينة إلا في الأساطير اليونانية، مثلما كان يقال إنها المكان الذي وصل فيه هرقل إلى أفريقيا.
رونغهولت في ألمانيا: “أتلانتس ألمانيا” المفقودة
في شمال ألمانيا، اكتشف الباحثون هذا العام مدينة غارقة كانت تعرف باسم “أتلانتس ألمانيا”. كانت رونغهولت في الماضي مركزًا تجاريًا مزدهرًا على بحر الشمال، موطنًا لحوالي 3000 شخص. وفقًا للأسطورة المحلية، دمرت المدينة بسبب فيضان عظيم بعد أن لُعِنت من قبل الآلهة بسبب احتفالات سكانها الماجنة. ولكن الحقيقة كانت أكثر مأساوية: في عام 1362، اجتاحت عاصفة ضخمة المدينة، مما أدى إلى غرقها وهجرها. ومنذ ذلك الحين، ظلّت المدينة مختبئة تحت الطين والمياه لمدة 660 عامًا. الآن، باستخدام التقنيات الحديثة، يواصل العلماء رسم خرائط المدينة واكتشاف المزيد من بقاياها.
بافلوبيتري في اليونان: مدينة عصر البرونز تحت الماء
من بين أروع الاكتشافات في بحر إيجة، نجد مدينة بافلوبيتري الغارقة في جنوب اليونان. يعود تاريخ هذه المدينة إلى حوالي 2800 قبل الميلاد، وكانت موطنًا لحضارة متقدمة خلال عصر البرونز. المدينة تضم منازل مرتبة وشوارع منظمة، ما يعكس تنظيمًا اجتماعيًا متطورًا. يعتقد البعض أن هذه المدينة قد تكون إشارة إلى حضارة مينو، التي كانت من أقوى الحضارات في البحر الأبيض المتوسط.
نصب يوناجوني التذكاري في اليابان: الأهرام تحت الماء
في عام 1987، اكتشف غواص ياباني هرمًا ضخمًا تحت الماء قبالة ساحل جزر ريوكيو جنوب اليابان. كان هذا الهيكل الذي يبلغ طوله 50 مترًا وعرضه 20 مترًا يحتوي على درجات حجرية منحوتة بشكل متقن، مما أثار العديد من النظريات حول حضارة قديمة قد تكون قد بنت هذا الهيكل. بينما تشير بعض التفسيرات إلى أن هذا قد يكون مجرد تكوين طبيعي من البازلت، فإن غرابة الاكتشاف وحجمه يجعله واحدًا من أعظم الألغاز تحت الماء.