في عالم اكتشاف الكنوز والمغامرات، كثيرًا ما نسمع عن قصص الرحالة وصائدي الكنوز الذين خاضوا مغامرات مدهشة عبر التاريخ، بعضها حقيقي والبعض الآخر من نسج الخيال ولكن في واقعة نادرة وغريبة، قاد القدر شابين غواصين للعثور على كنز غير متوقع من العملات الذهبية الرومانية في أعماق البحر، ليصبحا حديث وسائل الإعلام العالمية.
اكتشاف غير متوقع:
في حادثة مذهلة لا تكاد تصدق، تمكن الشابان “لويس لينس” و”سيزار جيمينو” من العثور على كنز ثمين يقدر بملايين الدولارات أثناء قضائهما إجازة استجمامية قبالة سواحل إسبانيا. وبدأت القصة بصدفة بسيطة، عندما عثر أحدهما على عملة ذهبية في قاع البحر، ظن في البداية أنها مجرد عملة عادية. لكن بعد فحصها عن كثب، اكتشف أنها تحمل نقوشًا تاريخية واضحة، ما دفعه إلى العودة إلى الموقع برفقة شريكه للبحث عن المزيد.
الكنز الذي لم يكن بالحسبان:
ما اكتشفه الشابان كان مذهلًا بكل المقاييس. حيث عثروا على 53 عملة ذهبية، جميعها من العهد الروماني، وكانت في حالة حفظ مثالية رغم مرور ما يقارب 1600 عام على وجودها في قاع البحر. كان معظم العملات تحمل صورًا واضحة لعدة أباطرة رومانيين بارزين، منهم “فالنتينيان الأول” و”فالنتينيان الثاني” و”ثيودوسيوس الأول”. هذا الاكتشاف يعد واحدًا من أكبر مجموعات العملات الرومانية في إسبانيا وأوروبا.
إكتشاف علمي وأثري:
وفور الإعلان عن الاكتشاف، جاء العديد من الخبراء من جامعة أليكانتي لتقديم تحليل علمي لهذا الكنز التاريخي. وقال “خايمي مولينا”، الخبير الأثري من الجامعة، إن هذا الاكتشاف يمثل ثروة من المعلومات التي قد تقدم نظرة جديدة على المرحلة الأخيرة من سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية. كما أضاف أن المكان الذي عُثر فيه على العملات لم يكن يحتوي على بقايا لسفن غارقة، ما يعزز فرضية أن الرومان قد خبأوا هذه العملات عن وصول البرابرة.
قيمة تاريخية وثقافية لا تقدر بثمن:
بالإضافة إلى القيمة المالية الضخمة لهذا الكنز، يحمل الاكتشاف أهمية كبيرة من الناحية الثقافية والتاريخية. فقد زود علماء الآثار بتاريخيًّا بالعديد من القطع التي تمثل ملامح من آخر فترات الإمبراطورية الرومانية، في وقت كانت تتداعى فيه أمام الهجمات المتكررة من الشعوب الغازية. وهذا الاكتشاف له قدرة كبيرة على تقديم مفاتيح لفهم فترة سقوط الإمبراطورية ونهايتها.