في اكتشاف أثري مذهل تم العثور على واحدة من أكبر المدن تحت الأرض والتي تُعرف باسم “مدينة الجن” حيث عاش بداخلها أكثر من 5000 شخص في عزلة تامة عن العالم الخارجي وهذه المدينة الغامضة تقع في كابادوكيا تركيا وهي عبارة عن شبكة ضخمة من الأنفاق والغرف والممرات السرية التي تمتد إلى عمق 60 مترًا تحت سطح الأرض ، ورغم مرور قرون على بنائها لا تزال تحتفظ بأسرارها المثيرة ما جعلها واحدة من أكثر الاكتشافات رعبًا وإثارة للدهشة.
اكتشاف مدينة غامضة تحت الأرض
بدأت القصة عندما كان عمال البناء يحفرون لإنشاء مشروع سكني جديد في منطقة كابادوكيا التركية ولكنهم تفاجأوا بظهور فتحات غريبة تؤدي إلى ممرات عميقة تحت الأرض وبعد التحقيق تبين أن هذه الفتحات ليست مجرد أنفاق عادية بل مداخل لمدينة ضخمة مخفية عن العالم منذ مئات السنين وسرعان ما تحولت هذه المدينة إلى موقع أثري مهم حيث توافد إليها علماء الآثار من مختلف أنحاء العالم لدراسة هذا الاكتشاف الغامض الذي لم يكن أحد يتخيل وجوده.
كيف عاش سكان “مدينة الجن”
بالرغم من وجودهم تحت الأرض وتمكن سكان هذه المدينة من تطوير نظام حياة متكامل يسمح لهم بالبقاء لسنوات دون الحاجة للخروج إلى السطح ومن بين أبرز وسائل التكيف التي استخدموها:
- مصادر المياه والطعام: تحتوي المدينة على آبار عميقة لجمع المياه العذبة إلى جانب مخازن ضخمة لحفظ الطعام مما سمح للسكان بالبقاء لفترات طويلة دون الخروج.
- نظام تهوية عبقري: رغم أن المدينة تقع تحت الأرض بعمق كبير إلا أن سكانها استطاعوا تصميم فتحات تهوية ذكية لضمان تدفق الهواء النقي إلى جميع الغرف والممرات.
- الحماية من الغزوات: تصميم المدينة كان مثاليًا للاختباء من الأعداء حيث كانت الممرات معقدة وضيقة لمنع الغزاة من الدخول بسهولة ، كما كانت الأبواب الصخرية الضخمة تُغلق بإحكام لحماية السكان.
لماذا سميت بـ”مدينة الجن”
أطلق السكان المحليون هذا الاسم على المدينة بسبب الغموض الذي يحيط بها والأساطير التي تدور حولها فهناك اعتقاد قديم بأن هذه المدينة لم تكن من صنع البشر العاديين بل بُنيت بمساعدة الجن أو كائنات خارقة للطبيعة خاصة بسبب دقة تصميمها وتعقيد أنفاقها ، كما أن البعض يعتقد أن المدينة كانت مسكونة بقوى خفية وهو ما جعل الناس يتجنبون الاقتراب منها قبل اكتشافها رسميًا.
ماذا وجد العلماء داخل المدينة
بعد فحص المدينة بشكل دقيق وجد الباحثون العديد من الأدلة التي تثبت أن سكانها كانوا يتمتعون بحياة منظمة ومجتمع متكامل ومن بين أهم الاكتشافات:
- غرف معيشة واسعة مزودة بمساحات تخزين للطعام والماء.
- أماكن عبادة، تدل على أن السكان كانوا يمارسون طقوسهم الدينية في هذا المكان.
- ورش عمل ومطاحن للحبوب مما يشير إلى أنهم كانوا يعتمدون على الزراعة والتخزين.
- ممرات سرية وأنظمة دفاعية مما يدل على أنهم كانوا يختبئون من مخاطر معينة ربما كانت غزوات أو كوارث طبيعية.
كيف اختفت المدينة وظلت سرًا لقرون
هناك العديد من الفرضيات حول سبب اختفاء سكان “مدينة الجن” وعدم خروجهم إلى العالم الخارجي ومن بين هذه النظريات:
- الهروب من الغزاة: ربما لجأ السكان إلى هذه المدينة هربًا من جيوش غازية وبقوا فيها حتى اختفوا تمامًا.
- كارثة طبيعية أو وباء قاتل: قد يكون مرض خطير انتشر بين السكان وأجبرهم على العيش تحت الأرض قبل أن يختفي أثرهم مع الزمن.
- عزلة اختيارية: ربما كان السكان يفضلون العيش بعيدًا عن العالم خاصة إذا كانوا يتبعون معتقدات دينية أو ثقافية مختلفة عن باقي المجتمعات.
هل يمكنك زيارة المدينة
حاليًا أصبحت بعض أجزاء المدينة مفتوحة للزوار حيث يمكن للسيّاح دخول الممرات واستكشاف الغرف السرية ولكن بعض المناطق لا تزال مغلقة لأغراض البحث والحفاظ عليها من التلف وإذا كنت من محبي المغامرات، فقد تكون زيارة “مدينة الجن” تجربة لن تنساها أبدًا، ولكن احذر فقد تشعر أنك مراقب طوال الوقت!