تعد اللغة العربية من أغنى اللغات في العالم من حيث المفردات والتراكيب، مما يجعلها بيئة خصبة للألغاز النحوية التي تشغل أذهان الطلاب ومحبي اللغة، وبين هذه الألغاز التي أثارت جدلا واسعًا، جاء سؤال عن مفرد كلمة ملح، والذي تسبب في حيرة كبيرة بين الطلاب وحتى بعض المتخصصين في اللغة، فهل المفرد الصحيح هو ملحة أم أن ملح تستخدم بصيغة المفرد والجمع معا؟
هذا السؤال لم يكن مجرد تحدٍّ لغوي عابر، بل فتح بابا للنقاش بين المهتمين بقواعد اللغة، حيث انقسمت الآراء بين من يعتمد على القياس اللغوي، ومن يرجع إلى أصول الكلمات في المعاجم العربية، فما هو الجواب الصحيح لهذا اللغز النحوي المدفون؟
الجدل حول المفرد الصحيح
يعتقد بعض اللغويين أن مفرد ملح هو ملحة، وذلك بالقياس على كلمات مشابهة في اللغة العربية، مثل ثمر – ثمرة ونخل – نخلة، حيث يضاف التاء في نهاية المفرد للدلالة على الوحدة وبناءً على ذلك، فإنهم يرون أن كلمة ملح عندما تستخدم بصيغة الجمع، فإن مفردها المنطقي هو ملحة.
في المقابل، يرى آخرون أن كلمة ملح تستخدم بصيغة المفرد والجمع معا، تماما مثل كلمات أخرى في اللغة العربية، مثل ماء ومياه، وذهب وذهوب، وبناء على هذا الرأي، فإن الكلمة لا تحتاج إلى مفرد مختلف، إذ يفهم معناها من السياق دون الحاجة إلى صيغة جديدة.
القاعدة اللغوية للمفرد
عند العودة إلى المعاجم العربية القديمة والمعاصرة، نجد أن الكلمة تأتي بصيغتين: ملح التي تستخدم للإشارة إلى المادة بشكل عام، وملحة التي تعني حبة واحدة من الملح أو كتلة صغيرة منه، وبذلك فإن الاستخدام الدقيق يعتمد على السياق، حيث تستخدم ملحة عندما نريد الإشارة إلى جزء صغير من الملح، بينما تبقى ملح كلمة عامة تشمل المفرد والجمع.
استخدامات الكلمة في اللغة
تظهر كلمة ملح في العديد من الاستخدامات المختلفة، فهي لا تقتصر على المادة البيضاء التي نستخدمها في الطعام فحسب، بل تمتد إلى مجالات أخرى مثل الكيمياء، حيث تعرف الأملاح بأنها مركبات كيميائية متعددة كما نجد الكلمة في اللغة المجازية، مثل قولنا “حديث ملح”، أي حديث ممتع ومفيد.