في تطور تاريخي غير مسبوق أعلنت مصر عن اكتشاف أكبر حقل بترول وغاز في العالم وهو اكتشاف يمكن أن يقلب موازين الطاقة العالمية ويضع القاهرة في موقع قوة اقتصادي واستراتيجي غير مسبوق ويمتد الحقل الجديد على مساحة هائلة وتعادل طول نهر النيل ويحتوي على احتياطيات ضخمة تقدر بحوالي 220 تريليون برميل من الغاز مما يجعله واحدًا من أعظم الاكتشافات في تاريخ صناعة النفط وهذا الحدث لم يمر مرور الكرام فقد أثار موجة من ردود الفعل العالمية خاصة في الدول التي تهيمن على سوق النفط والغاز مثل السعودية والإمارات ، حيث يمكن أن يؤثر هذا الاكتشاف على مكانتهم الاقتصادية ومع هذا التحول الضخم تستعد مصر لتكون لاعبًا رئيسيًا في قطاع الطاقة مما يفتح الأبواب أمام فرص اقتصادية واستثمارية غير مسبوقة.
تفاصيل اكتشاف حقل يغير قواعد اللعبة
يقع الحقل الجديد ضمن حوض دلتا النيل البحري وهي منطقة تمتد على مساحة 250 ألف كيلومتر مربع وتعد واحدة من أغنى المناطق في شرق البحر المتوسط من حيث احتياطيات النفط والغاز وكشفت الدراسات الجيولوجية أن هذا الحقل يحتوي على كميات هائلة من الموارد الطبيعية التي لم تُستغل بعد مما يجعله محورًا رئيسيًا للبحث والتنقيب خلال السنوات القادمة وأرقام مذهلة باحتياطات غير مسبوقة ووفقًا لتقديرات الخبراء يضم الحقل احتياطات ضخمة تصل إلى:
- 1.76 مليار برميل من النفط الخام
- 223.2 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي
- 5.974 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي
- بهذه الأرقام لا يصبح الحقل مجرد إضافة إلى قطاع النفط المصري بل يرتقي بمصر إلى مصاف أكبر الدول المنتجة للطاقة عالميًا متجاوزة العديد من الدول التقليدية المنتجة للغاز.
مزايدة عالمية لاستقطاب الاستثمارات الكبرى
12 مربعًا جديدًا للتنقيب وأطلقت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية مزايدة عالمية لعام 2024 لاستغلال هذا الحقل حيث تشمل المزايدة 12 مربعًا للتنقيب عن النفط والغاز منها:
- 9 مربعات بحرية في حوض دلتا النيل البحري
- مربع واحد في حوض هيرودوت
- 2 مربعان بريان في دلتا النيل البري
شركات النفط تتنافس على الاستثمار
بفضل هذا الاكتشاف العملاق تتسابق كبرى شركات الطاقة العالمية مثل:
- شل (Shell)
- إكسون موبيل (ExxonMobil)
- شيفرون (Chevron)
- إيني الإيطالية (Eni)
- للحصول على امتيازات التنقيب حيث ترى هذه الشركات في مصر سوقًا واعدًا ومستقبلًا زاهرًا لعمليات التنقيب والإنتاج.
تأثير الاكتشاف على سوق الطاقة العالمي
بامتلاك مثل هذه الاحتياطيات الضخمة تدخل مصر قائمة الدول الأكثر تأثيرًا في سوق الطاقة العالمي حيث يمكن أن تصبح مصدرًا رئيسيًا للغاز والنفط لأوروبا وآسيا مما يعزز مكانتها الجيوسياسية وأثار الإعلان عن هذا الاكتشاف قلق الدول الخليجية المنتجة للنفط وعلى رأسها السعودية والإمارات ، حيث تعتمد اقتصادات هذه الدول بشكل كبير على صادرات النفط والغاز ودخول مصر إلى سوق الطاقة بقوة يعني أن هناك لاعبًا جديدًا قد يقلل الاعتماد العالمي على النفط الخليجي مما قد يؤثر على الأسعار والعائدات النفطية لهذه الدول.
تأثير الاكتشاف على أسعار الطاقة
من المتوقع أن يؤدي دخول مصر كمورد رئيسي للغاز الطبيعي إلى:
- زيادة العرض في السوق العالمي
- تقليل الأسعار على المدى الطويل
- تقليل هيمنة بعض الدول التقليدية على قطاع الطاقة
- هذا قد يؤدي إلى إعادة هيكلة سوق الطاقة العالمي وتغيير ديناميكيات العرض والطلب بشكل كبير.
فوائد اقتصادية هائلة لمصر
مع هذه الاحتياطيات الضخمة يتوقع أن تجني مصر عوائد اقتصادية ضخمة من تصدير الغاز والنفط مما يعزز احتياطيات النقد الأجنبي ويدفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد ، وسيؤدي الاكتشاف إلى تدفق استثمارات أجنبية ضخمة إلى قطاع الطاقة المصري مما سيوفر آلاف فرص العمل ويساهم في تطوير البنية التحتية للطاقة في البلاد ، مع هذا الكم الهائل من الاحتياطيات ، لن تحتاج مصر إلى استيراد الطاقة بل ستصبح مصدرًا رئيسيًا لها مما سيوفر مليارات الدولارات كانت تنفق على الاستيراد.
التحديات التي تواجه مصر بعد هذا الاكتشاف
رغم ضخامة الاحتياطيات وتحتاج مصر إلى تطوير بنيتها التحتية لزيادة قدرتها على تصدير الغاز إلى الأسواق العالمية خاصة أوروبا وآسيا وعمليات التنقيب والإنتاج تتطلب استثمارات ضخمة وهو ما يجعل من الضروري جذب الشركات العالمية لتطوير الحقل وعلى الرغم من الفرصة الكبيرة للتصدير ويجب على مصر تحقيق توازن بين تلبية الاحتياجات المحلية من الطاقة وضمان أرباح جيدة من التصدير.