افتتحت مصر، اليوم الأحد، أكبر مجمع للتكسير الهيدروجيني في أفريقيا، وذلك في إطار خطتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود بحلول عام 2023 شهدت القاهرة خلال الفترة الأخيرة تطورات كبيرة في قطاع الطاقة، مع تحولها من مستورد صافٍ للغاز إلى مُصدر، وهو ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي لتجارة الطاقة.
أهمية المشروع ودوره في تحقيق الاكتفاء الذاتي
يهدف مجمع التكسير الهيدروجيني في مسطرد إلى تأمين احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية عالية الجودة، مثل السولار والبنزين، وتقليل فاتورة الاستيراد، مما يخفف الضغط على الموازنة العامة للدولة. هذا المشروع يُعد جزءًا من استراتيجية مصرية شاملة لتطوير قطاع البترول، حيث بلغت تكلفة تطويره نحو 3.4 مليار دولار، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ويعمل المجمع بطاقة إنتاجية تصل إلى 4.7 مليون طن سنويًا من مختلف المنتجات البترولية، ما يجعله من أكبر المشاريع في المنطقة. تشمل منتجاته البنزين عالي الأوكتين، والسولار بمواصفات أوروبية، ووقود الطائرات، والنافتا، والفحم، مما يعزز قدرة مصر على تلبية الطلب المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.
استراتيجية مصر في قطاع البترول والتكرير
أكد وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، خلال افتتاح المجمع، أن تطوير صناعة التكرير في مصر واجه تحديات كبيرة، مثل تقادم المصافي، وهو ما استدعى تنفيذ استراتيجية لزيادة طاقة التكرير وتحسين كفاءة المصافي. وقد تم تنفيذ عدة مشروعات كبرى في هذا السياق، مثل توسعات مصافي الإسكندرية، بالإضافة إلى تشغيل مشروعات جديدة في أسيوط.
وتسعى مصر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية، خاصة البنزين والسولار، من خلال عدة محاور، أبرزها:
- تطوير المصافي والبنية التحتية لنقل المنتجات البترولية.
- ترشيد استهلاك الوقود من خلال إصلاحات اقتصادية وإجراءات مستدامة.
- الاعتماد المتزايد على الغاز الطبيعي في تشغيل محطات الكهرباء.
- تحسين شبكة الطرق والنقل الجماعي، مما يقلل استهلاك الوقود في قطاع المواصلات.
مصر كمركز إقليمي للطاقة
تعزز هذه المشروعات من موقع مصر كمركز إقليمي لتجارة وتصدير الطاقة، حيث تواصل البلاد استثماراتها في قطاع النفط والغاز لتحقيق التكامل بين الإنتاج المحلي والصادرات. كما أن التوسع في مشروعات التكرير يعزز قدرة البلاد على التعامل مع متطلبات السوق المحلية ويقلل اعتمادها على الاستيراد.