في عالم يتسارع فيه تطور التكنولوجيا والاتصالات، لا يمكننا أن نغفل عن دور العلماء الذين ساهموا بشكل حاسم في تغيير قواعد اللعبة وأحد هؤلاء العلماء هو الدكتور حاتم زغلول، المصري الذي اكتشف الواي فاي، وأحدث طفرة كبرى في مجال الاتصالات على مستوى العالم.
عالم عربي اخترع اختراعًا يفوق النووي ب 100 مرة وسط صدمة أمريكا وروسيا
وُلد الدكتور حاتم زغلول في محافظة الجيزة عام 1957. بدأ تعليمه في مدرسة إمبابة الإعدادية ثم انتقل إلى مدرسة الأورمان الثانوية، حيث أظهر اهتماماً كبيراً بمجالات الرياضيات والعلوم. بعد إتمام دراسته الثانوية، التحق بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، حيث تخرج عام 1979 من قسم هندسة الاتصالات. رغم أنه بدأ دراسته في الرياضيات التطبيقية في جامعة عين شمس، إلا أنه قرر التوقف بسبب الظروف العائلية وبدأ العمل في إحدى شركات البترول قبل أن يهاجر إلى كندا لمتابعة دراسته.
الابتكار والتحدي في كندا
في كندا، حيث تابع دراسته وحصل على الماجستير والدكتوراه في الفيزياء الكهرومغناطيسية، كان للدكتور زغلول الفضل في اختراع الواي فاي. في عام 1993، وعند عمله في إحدى شركات الاتصالات الكندية، كانت الشركة قد طلبت منه اكتشاف تكنولوجيا جديدة، وذلك بعد انتقاده لتكنولوجيا الاتصالات المتاحة في ذلك الوقت. وفي هذه اللحظة، التقى بالدكتور ميشيل فاتوش، وبدأ فريق من 24 متخصصًا في الاتصالات بالعمل على مشروع تطوير تقنية جديدة للاتصالات.
حيث كشفوا عن تقنية مبتكرة كانت تضم إضافة قنوات فوق بعضها، ما أسهم في تحسين جودة الاتصال بشكل غير مسبوق. عرض الفريق هذه التكنولوجيا في معرض للاتصالات، وقد نالت استحسانًا عالميًا. ورغم التحديات في تقليص حجم المشروع ليصبح أكثر قابلية للاستخدام، تمكن الفريق من تحسين التقنية ليصبح الواي فاي كما نعرفه اليوم.
مواجهة الصعوبات واعتراف العالم بالاختراع
ورغم النجاح الكبير، لم تكن الأمور سهلة، فقد رفضت الجهات الأمريكية التقنية المصغرة التي قدموها، لكن إصرار الفريق استمر. وبعد عدة محاولات، تم قبول طلباتهم، مما مهد الطريق لاعتماد هذه التكنولوجيا من قبل العديد من الشركات الكبرى حول العالم. ومع مرور الوقت، بدأت سرعات الإنترنت عبر الواي فاي تتحسن بشكل ملحوظ.
وفي عام 1997، عرضت الشركة التي عمل فيها زغلول التقنية المصغرة التي ابتكرها الفريق، وتم إنشاء المواصفات الجديدة التي أسهمت في ظهور الواي فاي المتطور الذي نستخدمه اليوم.
ابتكارات إضافية ورؤية المستقبل
لم يتوقف الدكتور حاتم زغلول عند اختراع الواي فاي فقط. فقد ساهم أيضًا في اختراع تقنيات أخرى، مثل تطوير تقنية 4G، وهو ما أسهم بشكل كبير في تحسين الاتصال عبر شبكات الهاتف المحمول. كما ابتكر طرقًا لتحديد مواقع الأجهزة اللاسلكية باستخدام الشبكات فقط، وكذلك تقنية جديدة لاستخراج الزيت من الأطعمة المقلية باستخدام الطرد المركزي.
وبالرغم من تقدمه الكبير في مجال الاتصالات، يركز الدكتور زغلول في دراساته الحالية على كيفية إدخال الاتصالات إلى المناطق التي لم تصل إليها بعد، مؤكداً أن نصف الكرة الأرضية لا يزال يفتقر إلى البنية التحتية للاتصالات. وفي هذا الصدد، يعمل على تعديل أدوات الواي فاي لتحقيق اتصال أسرع وأوسع يمكن أن يخفض أسعار الاتصال في جميع أنحاء العالم.
التقدير العالمي والنصيحة للشباب المصري
لقد حصل الدكتور حاتم زغلول على العديد من الجوائز العالمية تقديراً لإسهاماته في مجال الاتصالات، ومنها تصنيفه كأفضل 10 كنديين في عام 2000، بالإضافة إلى تكريمه من قبل مجلة عالمية عن دوره في تغيير وجه الاتصالات.