في الأيام الأخيرة، تصاعدت المخاوف بشأن سلامة سد النهضة الإثيوبي، بعد انتشار مقاطع فيديو من إثيوبيا تظهر تصدعات أرضية وانبعاثات دخانية، تزامنا مع سلسلة من الزلازل التي ضربت المنطقة، هذه التطورات أعادت إلى الأذهان المخاوف القديمة حول قدرة السد على الصمود أمام الكوارث الطبيعية، خاصة أنه يحجز خلفه بحيرة ضخمة تصل مساحتها إلى 1800 كيلومتر مربع.
هل اقترب انهيار السد؟
مع وقوع زلزال بلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر في أديس أبابا، تساءل الخبراء عما إذا كان السد في خطر، وفقا للدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا، فإن الزلازل الأخيرة تعكس نشاطا زلزاليا مستمرا، لكنه يؤكد أن السد تم تصميمه وفق معايير هندسية تراعي المخاطر الزلزالية.
العلاقة بين الزلازل والصدع الأفريقي العظيم
يؤكد عالم الفضاء عصام حجي أن إثيوبيا تقع ضمن نطاق الصدع الأفريقي العظيم، وهو منطقة نشطة زلزاليا منذ ملايين السنين، ومع ذلك، يوضح أن هذا النشاط لا يعني بالضرورة تهديدا مباشرا للسد، حيث يتم تصميم السدود الحديثة لتحمل الاهتزازات الأرضية.
التضخيم الإعلامي أم حقيقة علمية؟
على الرغم من الضجة الإعلامية حول احتمال انهيار السد، يحذر الخبراء من تهويل الأمر دون أدلة علمية قاطعة، بدلا من التركيز على سيناريوهات الانهيار، يشددون على ضرورة التوصل إلى اتفاقيات بين الدول المعنية لضمان إدارة المياه بشكل آمن ومستدام.
بين التحليلات العلمية والقلق الشعبي، يبقى السؤال الأهم: هل ستؤثر هذه الزلازل على استقرار سد النهضة في المستقبل، أم أن المخاوف مبالغ فيها؟.