تعد الأمطار الموسمية من العوامل الطبيعية الهامة التي تؤثر على حوض النيل، ولكنها تمثل في الوقت ذاته تحديات كبيرة بالنسبة لسد النهضة الإثيوبي، فالأمطار الغزيرة المتوقع أن تهطل في شمال إفريقيا والقرن الإفريقي، وبالأخص في إثيوبيا والسودان وكينيا، قد تسهم في تغييرات بيئية مؤثرة تشمل مخاطر على سد النهضة، وفقا لما ذكره الدكتور تحسين شعلة، فإن هذه الأمطار قد تخلق تأثيرات كارثية على البيئة والبنية التحتية، حيث من المحتمل أن تؤدي إلى فيضانات مدمرة وانهيارات جيولوجية قد تهدد استقرار السد، ومن خلال موقعنا بوابة الزهراء الإخبارية اليكم التفاصيل.
مخاطر الأمطار الغزيرة على استقرار السد
إن الأمطار الغزيرة تشكل تهديدا كبيرا على سد النهضة في عدة جوانب، حيث يؤدي ارتفاع كمية المياه إلى زيادة الضغط المائي على جسم السد، مما يضعف من ثبات بنيته الهندسية، و كما يمكن أن تساهم الأمطار في زيادة النشاط الزلزالي والبركاني، ما يعرض السد إلى احتمالية حدوث تصدعات أو انهيارات في بنيته، وتفاقم هذه الظواهر، بالإضافة إلى احتمالية السيول والفيضانات، يزيد من تهديد سلامة البنية التحتية المحيطة بالسد، كما شهدنا مؤخرا في السودان من فيضانات تدميرية.
تأثير الأمطار على حصة مصر من المياه
ورغم أن الأمطار في بعض المدن المصرية قد شهدت زيادة، فإنها لا تساهم بشكل كبير في تحسين حصة مصر من مياه النيل، و كما أشار الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إلى أن كميات الأمطار التي تسقط على مصر قليلة جدا مقارنة بتلك التي تسقط على منابع النيل، وعلى سبيل المثال، المياه التي تصل إلى بحيرة ناصر من الأمطار في جنوب أسوان تقدر بحوالي 100 مليون متر مكعب فقط، وهي نسبة ضئيلة للغاية لا تؤثر في المخزون المائي بشكل كبير.
التسريبات المائية وتأثيراتها الجيولوجية
من أبرز القضايا المتعلقة بسد النهضة، هي التسريبات المائية من السد، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 20 مليار متر مكعب من إجمالي 64 مليار متر مكعب من المياه المخزنة تتسرب إلى قاع السد، و هذه التسريبات قد تؤدي إلى تدهور التربة والصخور المحيطة بالسد، مما قد يسبب تحركات جيولوجية خطيرة قد تهدد استقرار السد على المدى البعيد، بما في ذلك حدوث انهيارات أو تصدعات يمكن أن تشكل خطرا بيئيا كبيرا في المنطقة.