في خطوة كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود، افتتحت مصر، اليوم الأحد، أكبر مجمّع للتكسير الهيدروجيني في إفريقيا، وذلك في إطار سعي البلاد لتحسين كفاءتها في قطاع الطاقة وتقليل الاعتماد على استيراد المنتجات البترولية. هذه الخطوة تأتي بعد فترة من الجهود المكثفة التي بذلتها الحكومة لتطوير قطاع البترول والغاز في البلاد، ما أسهم في تعزيز قدرة مصر على التحول من مستورد صافٍ للغاز إلى أحد المصدّرين الرئيسيين في المنطقة.
مصر تبدأ تنفيذ أكبر مصنع تكسير هيدروجيني في إفريقيا
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي حضر حفل الافتتاح، إن مشروع مجمّع مسطرد لتكرير البترول يمثل خطوة محورية في مسار مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود. وقد أشار إلى أن تكلفة تطوير قطاع البترول تقدر بحوالي تريليون و200 مليون جنيه، مشيراً إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد تدشين عدة مشروعات أخرى في مجال التكرير.
حجم الاستثمار في المجمع
تبلغ تكلفة استثمارات مجمّع التكسير الهيدروجيني في مسطرد نحو 3.4 مليار دولار، وهو استثمار مشترك بين القطاعين العام والخاص. وتمتاز الوحدات الإنتاجية في هذا المجمع بقدرة إنتاجية تصل إلى 4.7 مليون طن سنويًا من مختلف المنتجات البترولية ذات القيمة العالية، مثل البنزين عالي الأوكتين، السولار وفقًا للمواصفات الأوروبية، البوتاجاز، وقود الطائرات، النافتا والفحم.
الاستراتيجيات المستقبلية لتطوير قطاع البترول
في كلمته خلال افتتاح المجمع، استعرض وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، ما تم إنجازه في مشروعات التكرير خلال السنوات الأخيرة. وأوضح أن الوزارة اعتمدت استراتيجية لزيادة طاقة التكرير ورفع كفاءة المصافي، مشيراً إلى أن من أهم المشروعات التي جرى تشغيلها توسعات مصفاة الإسكندرية التي افتُتحت مؤخراً، إضافة إلى مصفاة مسطرد التي تم افتتاحها اليوم، والتي ستمكن مصر من إنتاج 4.3 مليون طن من المنتجات البترولية.