تأتي أهمية السؤال عن هل النوم بعد الفجر يمنع الرزق وينزع البركة ويجلب الفقر بسبب ارتباطه بموضوعين رئيسيين، الأول هو الرزق الذي يسعى إليه الجميع، والثاني هو النوم بعد الفجر الذي أصبح عادة شائعة لدى الكثيرين بسبب السهر أو العمل أو المذاكرة. خاصة وأن الاستيقاظ مبكرًا والتبكير في الصلاة أو العمل من الوصايا النبوية التي حث عليها رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، مما يزيد من أهمية هذا الموضوع.
هل النوم بعد الفجر يمنع الرزق؟
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الجلوس بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس وذكر الله وصلاة ركعتين له فضل عظيم. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: فقد قال –صلى الله عليه وسلم-: «من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تَطلع الشمس، ثمّ صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة». (رواه الترمذي).
وأوضح أن عدم النوم بعد الفجر والاستغلال الأمثل لهذا الوقت في ذكر الله وطلب الرزق له فوائد عظيمة، منها:
- أجر الحجة والعمرة لمن يجلس بعد الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس.
- استغفار الملائكة لمن يذكر الله في هذا الوقت.
- فتح أبواب الرزق والبركة في الدنيا.
- الغبطة والسرور التي تُضاف إلى حياة الإنسان.
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام بعد صلاة الفجر، ودعا لأمته بالبركة في البكور، حيث قال: «اللهم بارك لأمتي في بكورها».
كما روى البيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر على ابنته فاطمة رضي الله عنها وهي نائمة وقت الصباح، فقال لها: «يا بنية قومي اشهدي رزق ربك، ولا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس».
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الطبراني: «باكروا الغدو -أي الصباح- في طلب الرزق، فإن الغدو بركة ونجاح».
لذلك، قد نص الفقهاء على كراهة النوم بعد صلاة الفجر، خاصة وأن هذا الوقت يُعتبر من الأوقات المباركة التي يُقسم فيها الرزق.