في خطوة غيرت ملامح قطاع الطاقة على مستوى العالم، أعلنت مصر عن اكتشاف حقل “ظهر” الضخم في البحر المتوسط، والذي يعتبر من أكبر الاكتشافات الغازية على مستوى العالم يحتوي هذا الحقل الهائل على احتياطيات تصل إلى حوالي 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي مما أعاد مصر إلى قمة الدول المصدّرة للغاز وفتح أمامها آفاقا جديدة لتنافس عمالقة الطاقة مثل السعودية والإمارات.
أكبر اكتشاف غازي في البحر المتوسط
بدأت قصة حقل ظهر عندما أعلنت مصر عن ترسيم حدودها البحرية مع قبرص، مما أتاح لها فرصة استكشاف منطقة امتياز شروق البحرية، وقد فازت شركة “إيني” الإيطالية بمزايدة التنقيب ووقعت اتفاقية مع الحكومة المصرية في يناير 2014 وفي أغسطس 2015 أعلنت “إيني” عن اكتشاف حقل ظهر الذي يمتد على مساحة 100 كيلومتر مربع ويقع على عمق 1450 مترا تحت سطح البحر يعتبر هذا الاكتشاف الأكبر من نوعه في البحر الأبيض المتوسط، حيث تفوق احتياطياته على حقل ليفياثان الإسرائيلي وبدأ الإنتاج في ديسمبر 2017 بعد 28 شهرا فقط من الاكتشاف، وهو زمن قياسي عالمي في مجال الطاقة.
تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر بفضل حقل ظهر
قبل اكتشاف حقل ظهر، كانت مصر تعاني من انخفاض إنتاج الغاز واضطرت لاستيراده لتلبية احتياجاتها المحلية لكن مع بدء الإنتاج من هذا الحقل، استطاعت مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول سبتمبر 2018 يساهم الحقل بنحو 40% من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في مصر، مما ساعد البلاد على استكمال تصدير الغاز المسال إلى الأسواق العالمية.
من هم الشركاء الذين ساهموا في تطوير الحقل
تم تطوير حقل ظهر نتيجة للتعاون بين الحكومة المصرية وعدد من الشركات العالمية تمتلك مصر 50% من المشروع من خلال الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيغاس” بينما تمتلك شركة “إيني” الإيطالية 25%، وشركة “روسنفط” الروسية 15% كما تمتلك شركتا “مبادلة” الإماراتية و”بي بي” البريطانية 5% لكل منهما، وقد ساهم هذا التعاون الدولي في تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات الإنتاج والاستثمار.
إنجازات قياسية في الإنتاج والاستثمار
إنتاج يومي يبلغ 2.7 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي و5000 برميل يوميا من المكثفات مع استثمارات تتجاوز 12 مليار دولار حتى عام 2022، وتوقعات تصل إلى 15.6 مليار دولار عند انتهاء المشروع يتضمن الحقل 20 بئرا عند اكتماله، منها 6 آبار قيد التشغيل حاليا في مرحلة الإنتاج المعجل.
مصر تنافس عمالقة الطاقة
مع احتياطات تصل إلى 5.4 مليار برميل من النفط المكافئ، أصبح حقل ظهر مكونا استراتيجيا لمصر يحسن هذا الاكتشاف مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، مما يضعها في منافسة مباشرة مع كبار المنتجين مثل السعودية والإمارات كما تجاوزت صادرات الغاز الطبيعي المسال المصرية 6.5 مليون طن في عام 2021، وهي أعلى نسبة منذ عام 2011 مع توقعات بتحقيق رقم قياسي حديث يصل إلى 8 ملايين طن.