في لحظات بسيطة، قد نفقد أشياء عزيزة علينا، أشياء تحمل لنا ذكريات وأحاسيس لا يمكن تعويضها، تمامًا كما حدث مع رانيا، الفتاة التي تعرضت لموقف لم تكن تتوقعه أبدًا!
كان يومها سعيدًا وهي تتناول العشاء في أحد المطاعم الفاخرة برفقة صديقاتها، تتبادل معهن الضحكات والذكريات، ولكن بمجرد أن غادرت المطعم ولاحظت انعكاس صورتها على زجاج السيارة، اكتشفت المفاجأة الصادمة: حلقها الذهبي مفقود!
شعرت بقلبها يسقط من الخوف، فلم يكن هذا الحلق مجرد قطعة ذهبية يمكن استبدالها، بل كان هدية ثمينة من والدها الراحل، الشيء الوحيد الذي بقي يربطها به بعد رحيله، مما جعله قطعة لا تُقدّر بثمن.
رحلة البحث عن المفقود!
هرعت رانيا بسرعة إلى داخل المطعم، سألت الجرسون، وتحدثت إلى المسؤولين، وبدأ الجميع في البحث، لكن دون جدوى. فتشت الأرض، المقاعد، الطاولة التي كانت تجلس عليها، وحتى الحمام، لكن الحلق لم يكن موجودًا!
شعرت بالإحباط، وبدأت الدموع تتجمع في عينيها، فلم تكن تتخيل أن تفقد هذا الكنز الصغير الذي يحمل قيمة معنوية تفوق كل شيء، ولكن حينما كاد اليأس يسيطر عليها، تذكرت فجأة حديث والدتها الدائم:
“حين تفقدين شيئًا غاليًا، لا تيأسي، بل الجئي إلى الله بالدعاء، فهو الوحيد القادر على إعادته لكِ!”
معجزة استجابة الدعاء في لحظات!
بتأثر شديد، رفعت رانيا يديها إلى السماء وسط المطعم، لا تبالي بنظرات من حولها، وأغمضت عينيها، ثم همست بقلب صادق وبيقين لا يتزعزع:
“يا رب، رجّع لي حلق أبي، فأنت على كل شيء قدير.. إن كان لي فيه خير، فرده إليّ بقدرتك.”
وبعد لحظات فقط، وبينما كانت تستعد لمغادرة المطعم بقلب منكسر، رن هاتفها فجأة برسالة غير متوقعة من أحد الموظفين في المطعم:
“لقد وجدنا حلقك أثناء التنظيف!”
في تلك اللحظة، تسارعت دقات قلبها، وكأن الزمن توقف من حولها، لم تصدق ما قرأته! كيف حدث ذلك بهذه السرعة؟ كيف لم يره أحد أثناء بحثهم، والآن يظهر فجأة؟ شعرت وكأن هذا الموقف رسالة واضحة من الله، رسالة تؤكد لها أن الدعاء قادر على تحقيق المستحيل!
الدعاء.. باب لا يُغلق أبدًا!
عادت رانيا إلى المطعم سريعًا، وبالفعل وجدت الموظف ينتظرها بالحلق في يده، وعندما استلمته، شعرت وكأنها استعادت جزءًا من والدها، ولم تستطع منع دموعها من الانهمار، لكن هذه المرة كانت دموع فرح وامتنان!
كان هذا الموقف درسًا لن تنساه طوال حياتها، فقد علمها أن حينما يُغلق كل باب في الأرض، هناك باب في السماء لا يُغلق أبدًا! وكل ما على الإنسان فعله هو أن يلجأ إلى الله بيقين، فهو القادر على رد الضائع، وتحقيق المستحيل، واستجابة الدعاء في لمح البصر!
الدعاء ليس فقط لاسترجاع الأشياء المفقودة!
بعد هذه التجربة، أصبحت رانيا أكثر قربًا من الله، وأكثر إيمانًا بقوة الدعاء، وأدركت أن الدعاء ليس فقط لاستعادة الأشياء المادية، لكنه باب لكل أمنية وكل رجاء، سواء كان مفقودًا، أو حلمًا، أو راحة نفسية، أو حتى طريقًا لم يكن في الحسبان.
إذا كنت قد فقدت شيئًا يومًا ما، أو شعرت أن الأبواب مغلقة في وجهك، فلا تيأس، فقط ارفع يديك وقل “يا رب” بيقين، فربما تكون الاستجابة أقرب مما تتخيل!