في عالمٍ يتسارع فيه التطور التكنولوجي، يحلم الكثيرون بالطيران، لكن قلة هم من يجرؤون على تحويل هذا الحلم إلى واقع. أحد هؤلاء القلائل كان “إياد ناصر”، شابٌ عربي لم يكن يرى السماء مجرد مساحة زرقاء، بل فرصةً لخلق ابتكار غير مسبوق: بدلة طائرة تعمل بتقنية الدفع النفاث المصغّر.
شاب يبتكر بدلة طائرة
بدأت قصة إياد منذ طفولته، حين كان يشاهد أفلام الأبطال الخارقين ويتساءل: لماذا لا يكون الطيران ميزة بشرية حقيقية؟ لم يكن مجرد حلم عابر، بل فكرة زرعها في عقله وسقاها بالعلم والتجربة. بعد حصوله على شهادة في الهندسة الميكانيكية، بدأ في تطوير نموذج أولي لبدلته الطائرة، مستخدمًا تقنيات مستوحاة من الطائرات النفاثة وطائرات الدرون.
واجه إياد تحديات كبرى، أهمها إيجاد مصادر طاقة خفيفة لكنها قوية بما يكفي لحمل إنسان في الهواء. فشل مرات عديدة، لكنه لم يتراجع، بل اعتبر كل فشل خطوة نحو النجاح.
النجاح الذي خطف الأنظار
بعد سنوات من التجارب والتعديلات، تمكن إياد أخيرًا من تحقيق اختراق حقيقي. استخدم محركات نفاثة صغيرة موزعة على الأذرع والظهر، مع نظام ذكي للتحكم بالتوازن والاتجاه. وفي يومٍ مشهود، ارتدى بدلته أمام فريق من الصحفيين والمهندسين، وضغط على زر التشغيل. ارتفع جسده عن الأرض بسلاسة، محلقًا فوق ميدان الاختبار مثل بطل خارق خرج من الخيال إلى الواقع.
انتشر مقطع تجربته كالنار في الهشيم، وانهالت عليه العروض من شركات تكنولوجيا كبرى، بل حتى الجيوش بدأت في دراسة فكرته لأغراض عسكرية. لكنه رفض بيع ابتكاره لأي جهة قد تستخدمه في الحروب، مؤكدًا أن هدفه كان دومًا تحقيق حلم الطيران للبشر، لا تسليحهم.
المستقبل: السماء لم تعد الحدّ
اليوم، يعمل إياد على تطوير نسخة أكثر استقرارًا وأمانًا، يمكن استخدامها في عمليات الإنقاذ أو حتى كوسيلة نقل شخصية في المستقبل القريب. وكما بدأ حلمه بإلهام من الأفلام، ربما يصبح مصدر إلهام لجيلٍ جديدٍ من الحالمين.
قصة إياد ليست فقط عن اختراع تقني، بل عن الإرادة والتحدي، وكيف يمكن للشغف أن يحوّل المستحيل إلى حقيقة تحلق في السماء.