تُعد مشكلتا النسيان وضعف التركيز من أكثر التحديات التي يواجهها الكثيرون في حياتهم اليومية، سواء في العمل أو الدراسة. لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الحل قد يكون أبسط مما نتخيل، وهو الاسترخاء بعد التعلم. فقد أثبتت الدراسات أن أخذ فترات قصيرة من الراحة الذهنية يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في القدرة على استرجاع المعلومات وتحسين الذاكرة.
تأثير الاسترخاء على الذاكرة
تشير الأبحاث إلى أن الاسترخاء في بيئة هادئة ذات إضاءة خافتة لمدة 10 إلى 15 دقيقة بعد محاولة حفظ المعلومات، يمكن أن يُحسّن من قدرة الدماغ على تذكرها واسترجاعها لاحقًا.
كيف يعمل ذلك؟
- أثناء فترات الاسترخاء، يعمل الدماغ على معالجة المعلومات الجديدة وتخزينها بفعالية أكبر.
- تجنب الأنشطة المشتتة مثل تصفح الإنترنت أو مراجعة البريد الإلكتروني، لأن هذه الأنشطة تعيق ترسيخ المعلومات في الذاكرة طويلة المدى.
- يمكن أن تُستخدم هذه الطريقة لتحسين الأداء في الاختبارات أو أثناء تعلم مهارات جديدة.
فوائد فترات الاسترخاء للمصابين بمشاكل الذاكرة
✔ لا تقتصر فوائد الاسترخاء على الأشخاص الأصحاء، بل تمتد لتشمل الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة أو أمراض مثل الخرف.
✔ تُظهر الدراسات أن هذه الفترات يمكن أن تساعد في تحسين استرجاع المعلومات لدى مرضى الخرف والزهايمر.
✔ الاسترخاء يمكن أن يكون أداة علاجية غير دوائية لتعزيز وظائف الدماغ والذاكرة.
دراسة مولر وبيلزكر حول تأثير الراحة على التذكر
في عام 1900، أجرى الباحثان جورج إلياس مولر وألفونس بيلزكر تجربة تهدف إلى دراسة تأثير الراحة على التذكر.
تفاصيل التجربة:
- طُلب من المشاركين حفظ قائمة من الكلمات غير المرتبطة.
- قُسّم المشاركون إلى مجموعتين:
- المجموعة الأولى استمرت في الحفظ دون راحة.
- المجموعة الثانية أخذت فترات راحة قصيرة بعد الحفظ.
- النتائج:
- المجموعة التي أخذت راحة قصيرة حققت نسبة تذكر أعلى بلغت 50%.
- بينما حققت المجموعة التي لم تأخذ راحة نسبة تذكر بلغت 28% فقط.
🔍 الاستنتاج: الاسترخاء يعزز من قدرة الدماغ على تثبيت المعلومات الجديدة، مما يحسن من أداء الذاكرة.
دراسات حديثة تؤكد أهمية فترات الراحة
إعادة تقييم الدراسات في القرن الحادي والعشرين
- لم تحظ هذه النتائج بالاهتمام الكافي حتى بداية الألفية الجديدة.
- أجرى الباحثان سيرغيو ديلا سالا ونيلسون كوان دراسة تناولت تأثير فترات الراحة على الذاكرة، خاصة لدى الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات دماغية.
- النتيجة:
- فترات الاسترخاء القصيرة زادت من قدرة المشاركين على التذكر حتى ثلاثة أضعاف.
دراسات إضافية حول التأثير الإيجابي للراحة
- أجرت الباحثة مايكلا ديوار من جامعة هيريوت وات في إدنبرة دراسات أخرى أكدت على أهمية فترات الراحة في تحسين الذاكرة المكانية وتذكر المواقع.
- أظهرت النتائج أن فترات الراحة تحسن الذاكرة بنسبة تتراوح بين 10% إلى 30% لدى الأفراد الأصحاء.
كيف يمكنك الاستفادة من هذه الاستراتيجية؟
لتحسين ذاكرتك وزيادة تركيزك، جرب النصائح التالية:
✔ بعد التعلم أو الدراسة، خذ استراحة قصيرة من 10 إلى 15 دقيقة في مكان هادئ بعيدًا عن الشاشات والتشتت.
✔ اجلس في بيئة ذات إضاءة خافتة وأغمض عينيك دون القيام بأي نشاط عقلي مرهق.
✔ تجنب فترات الدراسة المتواصلة بدون راحة، وقم بتقسيم المهام إلى أجزاء مع فواصل استرخاء بين كل جزء.
✔ استخدم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل لتعزيز تأثير هذه الطريقة.