في إحدى الأمسيات الصيفية، كان “سامر” شابًا موهوبًا في مجال البرمجة والإلكترونيات، يمضي ساعات طويلة في محاولة فهم عقل الإنسان ودراسة سلوكياته. كان قد سمع الكثير عن الكذب وأثره على العلاقات، وكان لديه دائمًا الفضول لمعرفة ما إذا كان هناك من يمكنه اكتشاف الكذب بسهولة. كان يسعى وراء حلم ابتكار جهاز يستطيع تحديد ما إذا كان الشخص يكذب من خلال تحليل ردود أفعاله الجسدية.
بعد أشهر من التجارب، بدأ سامر بتصميم نظارة مبتكرة تحتوي على مستشعرات قادرة على تتبع سلوكيات العين وحركة العضلات الدقيقة في الوجه. كانت الفكرة تتلخص في اكتشاف التغيرات التي تحدث في جسم الشخص عند الكذب، مثل اتساع حدقة العين أو توتر العضلات الوجهية.
قرر سامر أن يجرب اختراعه في محيط غير رسمي. فاستدعى صديقه “عادل”، الذي كان معروفًا بتصرفاته الصريحة والصادقة، ليكون جزءًا من الاختبار. بدأ سامر بطرح أسئلة بسيطة على عادل مثل “هل تذهب إلى الجيم بانتظام؟” وكانت الإجابات واضحة وصحيحة. ثم، فجأة، بدأ سامر في طرح سؤال أكثر تحديًا: “هل سبق لك أن أخفيت شيء عني؟”.
في تلك اللحظة، بدأت النظارة تومض باللون الأحمر، مما يعني أن هناك احتمالية للكذب. سامر شعر بصدمة. كانت الإجابة التي كانت تبدو بريئة في البداية تحتوي على مؤشر قوي على التلاعب. هذه اللحظة كانت فارقة في حياته. أدرك أن اختراعه قد يكون قادرًا على الكشف عن الكذب بشكل دقيق ومباشر.
بدأ سامر في تطوير وتحسين النظارة، مع إضافة تقنيات جديدة للتأكد من دقة النتائج. ومع مرور الوقت، بدأ الاختراع يجذب الانتباه من قبل الشركات والمنظمات الأمنية التي ترغب في استخدام هذه التقنية لاكتشاف الحقيقة في التحقيقات الجنائية. على الرغم من النجاح الذي حققه، كان سامر دائمًا يتساءل: هل يمكن أن تؤثر هذه التكنولوجيا على حقوق الأفراد؟ وهل ستكون أداة فعّالة في جميع السياقات؟