“معجزة حقيقية! بعد ما يئست من لقاه، دعوة واحدة رجّعت لها حلقها الدهب في ظروف غامضة!”

في أحد الأيام، فقدت سيدة حلقها المفضل، الذي كان يحمل لها ذكريات غالية وأوقاتًا سعيدة. كان هذا الحلق هدية من والدتها في يوم ميلادها، وكانت تعتز به كثيرًا، فلا تفكر في خلعه أبدًا إلا للضرورة. وعندما اختفى فجأة، شعرت بحزن عميق، وكأنها فقدت جزءًا من روحها. حاولت البحث عنه في كل مكان تتوقع وجوده فيه، فتشت في الأدراج، وفي غرفتها، وتحت الأثاث، بل حتى في جيوب ملابسها، ولكن بلا جدوى.

بدأ اليأس يتسلل إلى قلبها، وشعرت بأنها لن تجده أبدًا، ولكنها لم تستسلم. فكرت كثيرًا في الحلول الممكنة، لكنها شعرت أنها قد بذلت كل جهدها، ولم يتبقَ لها سوى اللجوء إلى الله. فرفعت يديها إلى السماء بقلب مؤمن، وقالت: “اللهم إنك على كل شيء قدير، وأنت أرحم الراحمين، فاجعل لي من هذا الضياع مخرجًا، ورد إليّ ضالتي يا كريم.” ثم أكملت دعاءها بقلب مطمئن، متيقنة أن الله يسمعها، وأن الفرج قريب.

في اليوم التالي، وبينما كانت تنظف المنزل، مرّت بجانب قطعة أثاث قديمة لم تكن تلتفت إليها عادةً، وبينما كانت تحركها لإزالة الغبار، تفاجأت برؤية شيء صغير يلمع في الزاوية! اقتربت أكثر، وإذا به الحلق المفقود! لم تصدق عينيها، فقد بحثت كثيرًا ولم تجده، لكنه ظهر أمامها في أكثر الأماكن التي لم تتوقعها. شعرت بسعادة غامرة وامتلأ قلبها بالامتنان، وأدركت أن الدعاء والإيمان بالله قادران على تحقيق ما يبدو مستحيلًا.

هذا الموقف البسيط جعلها تدرك أن الأمل لا يجب أن ينقطع أبدًا، وأن الله دائمًا قريب ممن يلجأ إليه بصدق. فقد كان ضياع الحلق درسًا لها في الثقة بحكمة الله، وفي أن الدعاء لا يُرد أبدًا، بل قد يأتي الجواب في الوقت المناسب، وبطريقة لم نتخيلها.