لطالما ارتبط الخوف من الماء بالعديد من القطط، إذ تتجنب معظمها الاقتراب من الماء بشكل طبيعي بغض النظر عن عمرها أو بيئتها. قد يظن البعض أن هذا التصرف غير مبرر أو منطقي، إلا أن لهذا السلوك جذورًا عميقة في التطور البيئي والطبيعي للقطط. فما هي الأسباب الحقيقية وراء خوف القطط من الماء؟ تكمن الإجابة في تاريخها التطوري والبيئات التي نشأت وتطورت فيها هذه الحيوانات.
لماذا تخشى القطط من الماء
يعود خوف القطط من الماء إلى تطور أسلافها في بيئات جافة وصحراوية القطط البرية التي عاشت في تلك البيئات لم تكن بحاجة إلى التكيف مع المياه بشكل مستمر، ولذلك لم تتطور لديها علاقة إيجابية مع هذا العنصر على عكس الكلاب التي تطورت في بيئات رطبة أو قرب المسطحات المائية، كانت القطط تفضل تجنب الماء حفاظا على حياتها هذا التصرف لم يكن خوفا من الماء بحد ذاته، بل كان نتيجة لتجنب أي شيء قد يمثل تهديدا أو غير مألوف في بيئتها.
التأثير الجسدي والنفسي للماء على القطط
عند تعرض القطط للماء، لا يقتصر تأثيره على خوفها النفسي فقط، بل يشمل أيضا تأثيرات جسدية القطط تمتلك فراء كثيفا يحميها من البرد، ولكن عندما يتبلل هذا الفراء يصبح ثقيلا، مما يسبب لها صعوبة في الحركة ويزيد من شعورها بعدم الراحة بالإضافة إلى ذلك، القطط لا تمتلك نفس القدرات التي تتمتع بها الكلاب لتجفيف أنفسها بعد التبلل، مما يزيد من فترة التوتر والقلق أما من الناحية النفسية، فالتجارب السلبية المرتبطة بالماء، مثل رش الماء كعقاب، قد تعمق الخوف وتجعله سلوكا دائما في الذاكرة.
هل هناك قطط تحب الماء
بينما يعتبر خوف القطط من الماء سلوكا شائعا بين معظم السلالات، هناك بعض الاستثناءات التي تظهر استعدادًا أكبر للتفاعل الإيجابي مع الماء على سبيل المثال، سلالات مثل “ماين كون” و”فان التركية” تتمتع بفراء مقاوم للماء، مما يجعلها أقل تأثرا بالتبلل هذه السلالات قد تظهر سلوكيات مثل اللعب في الماء أو حتى السباحة تعود هذه السلوكيات إلى أن هذه السلالات تطورت في بيئات تحتوي على مسطحات مائية، مما جعلها أكثر تكيفا مع وجود الماء في حياتها اليومية.