في أعماق المحيط الأطلسي، وعلى عمق أكثر من 700 متر تحت سطح البحر، اكتشف العالم المصري واحدًا من أغرب التكوينات الجيولوجية على وجه الأرض، والذي أطلقوا عليه اسم “المدينة المفقودة” هذا الاكتشاف المذهل كشف عن بيئة بحرية فريدة، تعج بالمداخن الحجرية التي تنبعث منها السوائل الغنية بالمعادن، ما يجعلها نظامًا بيئيًا غامضًا قد يحمل مفاتيح لفهم نشأة الحياة على كوكبنا وربما في الفضاء الخارجي أيضًا.
ما هي “المدينة المفقودة” ولماذا تُعد اكتشافًا فريدًا؟
تتكون هذه المدينة الغامضة من هياكل صخرية شاهقة، بعضها يصل ارتفاعه إلى 60 مترًا، تشبه الأبراج القديمة، مما جعل العلماء يطلقون عليها هذا الاسم الأسطوري ما يميزها أنها نشأت نتيجة تفاعل بين مياه البحر والصخور الغنية بالمعادن في قاع المحيط، وهو نوع من النشاط الجيولوجي يُعرف باسم “الفوران القلوي”، والذي يختلف تمامًا عن الفتحات الحرارية العميقة التي تعتمد على النشاط البركاني.
حياة غامضة في أعماق المحيط
رغم البيئة القاسية وغياب ضوء الشمس، فإن هذه المدينة تعج بالحياة. فقد رصد العلماء كائنات دقيقة تتغذى على المركبات الكيميائية المنبعثة من المداخن الصخرية، مما يدل على وجود نظام بيئي مستقل قادر على البقاء في ظروف لا تدعم الحياة التقليدية هذا الاكتشاف يعزز الفرضيات التي تشير إلى إمكانية وجود حياة في البيئات القاسية على الكواكب الأخرى، مثل المريخ وأقمار كوكب المشتري.
هل تحمل “المدينة المفقودة” أسرار الحياة الأولى؟
يعتقد بعض العلماء أن هذه البقعة الغامضة قد تكون نموذجًا مشابهًا للبيئة التي نشأت فيها الحياة الأولى على الأرض قبل مليارات السنين. فالتفاعلات الكيميائية التي تحدث في هذه الفتحات قد تكون شبيهة بتلك التي ساهمت في تكوين أول أشكال الحياة، مما يجعل “المدينة المفقودة” بمثابة مختبر طبيعي لفهم أصول الكائنات الحية.