في خطوة ترمي إلى توطيد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، أبرم وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي، إيلي كوهين، مع نظيره الإثيوبي هابتامو إيتيفا جيليتا، اتفاقية تهدف إلى إشراك الشركات الإسرائيلية في مشاريع تطوير البنية التحتية بالعاصمة الإثيوبية، و تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية تل أبيب لتعزيز حضورها في القارة الإفريقية، مستغلة الموقع الجيوسياسي المتميز لإثيوبيا ونمو اقتصادها المتسارع، وتسعى إسرائيل، عبر تقنياتها المتقدمة، إلى المساهمة في نهضة الاقتصاد الإثيوبي، الذي يتجاوز عدد سكانه 130 مليون نسمة، وذلك ضمن مساعٍ أوسع لتعزيز نفوذها الإقليمي.
لقاءات رفيعة المستوى لبحث التعاون الاقتصادي
شهدت زيارة كوهين لقاءات مكثفة مع وزراء التعدين، البترول، الري، والابتكار، إلى جانب عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين والإثيوبيين، وذلك لمناقشة فرص الاستثمار وتوسيع مجالات التعاون، وكما عقدت اجتماعات مع ممثلي البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لمناقشة سبل دعم المشاريع المشتركة، وفقا للقناة 14 الإسرائيلية، يتوقع أن يحقق الاقتصاد الإثيوبي نموا بنسبة 8,1% بحلول عام 2025، فيما تتمتع البلاد بوفرة مائية لا تستغل سوى جزء يسير منها، وهو ما يفتح المجال أمام تل أبيب لتقديم حلول تكنولوجية مبتكرة في إدارة الموارد المائية وتطوير البنية التحتية المرتبطة بها.
تهديدات جيولوجية تحيط بسد النهضة
حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من المخاطر التي تهدد إثيوبيا نتيجة الزلازل الناجمة عن التصدعات الجيولوجية المحيطة بسد النهضة، والتي تفاقمت بفعل الضغط الهائل الذي تشكله مياه الخزان، وأوضح أن هذه الظواهر الجيولوجية ليست مؤشرا على وجود خلل يستدعي تدخلا خارجيا، بقدر ما تعكس الطبيعة الجيولوجية غير المستقرة للمنطقة، رغم ذلك، يرى مراقبون أن العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية تعززت بفضل الوجود القوي للمهاجرين الإثيوبيين في المجتمع الإسرائيلي، مما يسهم في توطيد الروابط الثنائية بين البلدين.
التقارب الإسرائيلي الإثيوبي وأبعاده الاستراتيجية
منذ انضمام إثيوبيا إلى مجلس الأمن الدولي عام 2016، حرصت تل أبيب على تعميق تعاونها مع أديس أبابا، وهو ما تجلى في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد 3 عقود من القطيعة الدبلوماسية، و تسعى إسرائيل، عبر هذا التقارب، إلى تعزيز نفوذها في منطقة حوض النيل، مستثمرة في علاقاتها القوية مع إثيوبيا لتوسيع تأثيرها في القارة الإفريقية، وتعد هذه التحركات جزءا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، بما يخدم مصالحها الإقليمية في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة.