عند زيارة الحمامات في أوروبا، قد يلاحظ البعض غياب البلاعات الأرضية التي تُعتبر عنصرًا أساسيًا في العديد من الدول العربية والآسيوية. هذا الاختلاف ليس عشوائيًا، بل يعكس عدة عوامل تصميمية وهندسية وثقافية. في هذا المقال، سنناقش الأسباب وراء عدم وجود البلاعات في الحمامات الأوروبية وتأثير ذلك على تجربة المستخدم ونظام الصرف الصحي.
1. المعايير الهندسية والتصميمية
أ. أنظمة الصرف الصحي المتقدمة
في معظم الدول الأوروبية، تعتمد أنظمة الصرف الصحي على تصاميم حديثة تمنع تسرب المياه خارج نطاق الأحواض وأحواض الاستحمام. يتم تركيب أنظمة تصريف دقيقة داخل هذه التركيبات نفسها، مما يُلغي الحاجة إلى بلاعات أرضية كما هو الحال في بعض الدول الأخرى حيث تُستخدم البلاعات كحل احتياطي لتصريف المياه المتسربة.
ب. تصميم الأرضيات المانعة لتسرب المياه
يتم بناء الحمامات في أوروبا وفق معايير دقيقة تمنع تسرب المياه، مثل استخدام بلاط مقاوم للماء وإغلاق الفواصل بين البلاط بمادة عازلة. هذا يقلل من الحاجة إلى وجود بلاعات لتصريف المياه المتراكمة على الأرض.
ج. الميلان الأرضي الموجه نحو المصارف الداخلية
بدلًا من البلاعة الأرضية، يكون الميلان الطفيف في أرضية الحمام موجهًا نحو المصارف داخل أحواض الاستحمام أو المغاسل، مما يمنع تجمع المياه على الأرض.
2. العادات الصحية والثقافية
أ. تجنب استخدام المياه بكثرة
في العديد من الدول الأوروبية، تعتمد النظافة الشخصية على استخدام المناشف المبللة والمراحيض المزودة بوظائف تنظيف متطورة، مما يقلل من الحاجة إلى غسل الحمام بالماء كما هو الحال في بعض الثقافات الأخرى التي تعتمد على غسل الأرضيات بالمياه الغزيرة.
ب. تفضيل التنظيف الجاف
بدلًا من غسل الحمام بالماء مباشرة، يتم تنظيف الحمامات في أوروبا باستخدام ممسحات وأدوات تنظيف جافة أو رطبة بشكل محدود، مما يجعل البلاعة الأرضية غير ضرورية.
3. الاعتبارات البيئية والاقتصادية
أ. تقليل استهلاك المياه
يعد تقليل استهلاك المياه أحد الأهداف البيئية المهمة في أوروبا، حيث تشجع الحكومات استخدام موارد المياه بحكمة، مما أدى إلى تصميم أنظمة حمامات تقلل من إهدار المياه.
ب. تخفيض تكاليف الصيانة
وجود بلاعات أرضية يتطلب صيانة دورية لمنع الانسدادات وتسرب الروائح الكريهة. بالتخلص منها، تقل الحاجة إلى عمليات التنظيف والصيانة المتكررة.