تتوالى التطورات بشأن سد النهضة الإثيوبي، وسط تقارير تؤكد وجود مشكلات تشغيلية وإجراءات غير واضحة تتبعها أديس أبابا في إدارة تدفقات المياه كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن مستجدات تتعلق بالسد، أبرزها غلق المفيض الرئيسي والاعتماد على تشغيل محدود لبعض التوربينات، مما أثار تساؤلات حول مدى جاهزية السد للعمل بكامل طاقته.
أعطال ومشكلات في تشغيل السد
أوضح إبراهيم أن هناك أعمالًا مستمرة في حوض التهدئة الخاص بالمفيض الرئيسي، حيث يُلاحظ تراجع في كمية المياه داخله مقارنة بالفترات السابقة ورغم ذلك، لم يحدث انخفاض كبير في منسوب بحيرة السد، والذي يقدر حاليًا بنحو 635 مترًا بسعة تخزين تتراوح بين 65.5 إلى 66 مليار متر مكعب.
وأشار إلى أن إثيوبيا لم تتمكن حتى الآن من تشغيل سوى 4 توربينات فقط من أصل 13، ما يؤكد وجود عقبات فنية تمنع تشغيل باقي التوربينات وعلى الرغم من قدرة التوربينات الحالية على تمرير 100 مليون متر مكعب يوميًا، فإن تشغيلها يتم بشكل متقطع، مما يعكس أن الهدف يتجاوز توليد الكهرباء إلى التحكم في تدفقات المياه.
التراجع في تدفقات المياه.. ماذا يحدث؟
كشف الباحث عن أن خروج الرواسب من حوض التوربينات يعد مؤشرًا على وجود مشكلات تشغيلية، لافتًا إلى أن انخفاض كمية المياه في حوض التهدئة قد يكون ناتجًا عن محاولات إثيوبيا معالجة الأخطاء الناجمة عن تشغيل المفيض.
وأكد أن حوض التهدئة يلعب دورًا مهمًا في تقليل سرعة تدفق المياه الخارجة من المفيض إلى النهر، نظرًا لوجود فرق ارتفاع يصل إلى 125 مترًا بين البوابات والمجرى الرئيسي.
أسباب المشكلات التشغيلية
اختتم إبراهيم تصريحاته بالإشارة إلى أن تعجل إثيوبيا في تنفيذ مراحل ملء السد دون استكمال التجهيزات الفنية، خصوصًا فيما يتعلق بعدد التوربينات العاملة، قد يكون السبب الرئيسي في المشكلات الحالية ومع استمرار هذه العقبات، يظل مستقبل تشغيل السد بكامل طاقته محل تساؤل، خاصة في ظل غياب الشفافية حول خطط أديس أبابا الفعلية.