سر غامض حيّر الجميع!.. ليه الثعابين بتاكل بعضها؟ … الإجابة هتفاجئك!

ظاهرة أكل الثعابين لأنواعها الأخرى ليست مجرد سلوك عارض، بل هي جزء من استراتيجية للبقاء قد تطورت في عدة أنواع من الثعابين. من أبرز الأمثلة على هذا السلوك هي الكوبرا الملكية (Ophiophagus hannah)، والتي تعتبر من أشهر الثعابين التي تتبع هذا السلوك وتتميز هذه الكوبرا بأنها تفضل اصطياد الثعابين الأخرى، بما في ذلك الأنواع السامة مثل الكرايت والكوبرا وتعتبر هذه الاستراتيجية وسيلة لتقليل التنافس على الطعام، مما يضمن للكوبرا الملكية إمداداً ثابتاً من الغذاء.

الكوبرا الملكية: صياد قوي بحجم هائل

تعيش الكوبرا الملكية في مناطق عدة مثل الهند، جنوب الصين، وجنوب شرق آسيا، وهي تعد واحدة من أطول الثعابين السامة في العالم حيث يمكن أن يصل طولها إلى 18 قدمًا وهذه الأبعاد تجعلها من المفترسات القوية التي تستطيع اصطياد فريسة أكبر وبفضل هذا الحجم الكبير، تكون قادرة على تأمين غذائها من خلال افتراس ثعابين أخرى، وهو ما يعتبر من سلوكيات البقاء الاستراتيجية.

أفاعي أخرى تتبع نفس السلوك

لا تقتصر ظاهرة أكل الثعابين على الكوبرا الملكية فقط، بل هناك أنواع أخرى مثل الأفعى الملكية الشرقية (Lampropeltis getula) التي تعيش في أمريكا الشمالية وتتميز هذه الأفعى بقدرتها على مقاومة سموم الثعابين الأخرى، مثل الأفاعي الجرسية، مما يتيح لها القدرة على افتراسها بنجاح.

أسباب سلوك أكل الثعابين لبعضها البعض

يعود هذا السلوك إلى عدة عوامل، منها نقص الغذاء، التوتر البيئي، والنزاعات الإقليمية. على سبيل المثال، تم توثيق هذا السلوك في ثعابين الصخور الأفريقية (Python sebae) حيث لوحظ أن الثعابين الأكبر حجماً تفترس الثعابين الأصغر حجماً في البرية، وذلك لتأمين الغذاء وفي الأسر، تزداد احتمالية حدوث هذا السلوك العدواني عندما تكون الظروف ضيقة وغير مناسبة، كما أظهرت دراسة في عام 2021 نشرت في مجلة “Herpetological Review” بأن الثعابين التي توضع في بيئات ضيقة تكون أكثر عرضة لهذه التصرفات.

التأثير البيئي والتطور في سلوك أكل الثعابين

من الناحية البيئية، يساعد هذا السلوك في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال السيطرة على أعداد الثعابين التي تشكل فرائس للأنواع الأخرى وعلى سبيل المثال، تساهم الكوبرا الملكية في الحد من أعداد الثعابين السامة مثل الكوبرا والكرايت، وبالتالي تقليل المخاطر التي قد تشكلها هذه الثعابين على البشر والحيوانات الأخرى ومن منظور تطوري، يظهر هذا السلوك تكيفا بيولوجيا متميزا، حيث أن الثعابين التي تتبع هذه العادة قد تطورت لتصبح أفضل في مقاومة السموم والتعامل مع البيئة المحيطة بها.