الهرم الأكبر في الجيزة لا يزال يحتفظ بالكثير من الأسرار التي لم تكشف بعد، وكان ولا يزال مصدرًا للعديد من الاكتشافات الغامضة. من بين هذه الاكتشافات، هناك روايات قديمة تشير إلى وجود غرف تحت الأرض أو حتى وجود مياه تحت الهرم، مما يضيف المزيد من الغموض حول هذا الصرح العظيم.
الهرم الأكبر، الذي تم بناؤه في عصر الفرعون خوفو من الأسرة الرابعة، يعتبر من عجائب العالم السبع القديمة، وهو الوحيد الذي بقي سالماً إلى حد كبير على مر العصور. ويُعتقد أن بنائه يعود إلى أكثر من 4500 عام، وهو يحتوي على ثلاث غرف معروفة داخل بنيته.
لكن مؤخرًا، طرح الباحث أليكس ويتاكر، وهو مختص في علم المصريات وعالم بيئة، فكرة مثيرة. فقد أشار إلى احتمال وجود المزيد من الغرف المخفية أسفل الهرم الأكبر، بناءً على بعض الأدلة القديمة التي تتحدث عن وجود مياه تحت الهرم أو في داخله. كما أضاف أنه يعتقد أن الهرم قد يكون متصلًا بنهر النيل عبر بئر مخفية، استنادًا إلى نصوص تاريخية قديمة، بما في ذلك ما ذكره المؤرخ هيرودوت.
في إحدى كتاباته، ذكر هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد أن خوفو، الذي يقال إنه دفن في الهرم، كان قد جعل الهرم جزيرة محاطة بالمياه بعد أن حفر قناة من النيل إليه. هذه الرواية تتفق مع بعض النصوص القديمة التي تصف وجود غرف تحت الأرض في المنطقة المحيطة بالهرم، مما يعزز الفكرة القائلة بوجود اتصال مائي قديم.
بالإضافة إلى ذلك، في جنوب مصر، يُقال إن منزل أوزوريس كان يحتوي على غرفة تحت الأرض تسمى “أوزوريون” في مدينة أبيدوس، والتي كانت محاطة بالمياه باستمرار. هذا يساهم في دعم الاعتقاد بأن هناك شبكة من الغرف المائية تحت الأرض، ربما تكون موجودة أيضًا تحت الهرم الأكبر.
العديد من العلماء والباحثين يعتقدون أن فكرة “الكهف المائي” أو “رحم الأرض” كانت منتشرة في الثقافات القديمة حول العالم، ويُحتمل أن يكون هناك مثل هذا الكهف المائي أسفل الهرم الأكبر، حيث تظهر بعض الحفر والفجوات التي قد تدعم هذا الاعتقاد.