كشف الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن تطورات مقلقة تتعلق بسد النهضة الإثيوبي، أوضح شراقي أن الحكومة الإثيوبية قامت بإغلاق المفيض العلوي للسد وتوقفت توربينات توليد الكهرباء عن العمل، على الرغم من جاهزيتها للتشغيل، ويرجع ذلك وفقًا لشراقي، إلى عدم وجود شبكة لنقل التيار الكهربائي داخل إثيوبيا، حيث كانت الحكومة تخطط لتصدير الكهرباء المولدة إلى دول الجوار، إلا أن ذلك لم يتحقق لعدم توقيع أي بروتوكولات تعاون مع هذه الدول.
قلق وتوتر في المنطقة
هذه التطورات تثير قلقا بشأن سلامة سد النهضة، خاصة في ظل عدم اكتمال بعض الأعمال الإنشائية والتشغيلية، مما قد يشكل تهديدا لحياة الملايين في حال حدوث أي خلل أو انهيار في السد.
عائد ذلك على اثيوبيا
إغلاق المفيض العلوي وتوقف توربينات الكهرباء في سد النهضة له عواقب سلبية على إثيوبيا من عدة جوانب:
1. اقتصاديا
- ضياع العائدات المتوقعة: كانت إثيوبيا تخطط لتوليد الكهرباء من السد وبيعها لدول الجوار مثل السودان وكينيا وجيبوتي، لكن عدم تشغيل التوربينات يعني خسارة هذه العائدات.
- تفاقم أزمة الطاقة: رغم أن إثيوبيا تعاني من نقص الكهرباء داخليا، إلا أن غياب البنية التحتية المناسبة لنقل الطاقة من السد جعل تشغيل التوربينات غير مجدي حاليًا، مما يزيد من أزمة الطاقة المحلية.
- زيادة الديون والأعباء المالية: سد النهضة تم تمويله بقروض واستثمارات ضخمة، وتعطل التوربينات يعني تأخر العوائد، مما يضع عبئا إضافيا على الاقتصاد الإثيوبي المتعثر.
2. بيئيا وهيدرولوجيا
- ارتفاع الضغط المائي على جسم السد: عدم تصريف المياه عبر التوربينات أو المفيض العلوي يؤدي إلى تراكم المياه، مما يزيد من المخاطر الهيكلية على السد، خاصة مع النشاط الزلزالي في المنطقة.
- مخاطر انهيار السد: في حال تعرض السد لضغط مفرط أو مشاكل هيكلية، فإن انهياره قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واقتصادية ضخمة في إثيوبيا والدول المجاورة.
3. سياسيا ودبلوماسيا
- إحراج الحكومة الإثيوبية: إثيوبيا روجت لسنوات لسد النهضة كمشروع قومي ضخم، لكن عدم القدرة على تشغيله بالكامل يثير تساؤلات حول جدوى المشروع وكفاءته.
- تراجع الثقة الإقليمية والدولية: تعطيل التوربينات وعدم تحقيق الأهداف المعلنة قد يجعل المستثمرين والشركاء الدوليين أكثر ترددا في دعم مشاريع البنية التحتية المستقبلية في إثيوبيا.
- تصاعد التوتر مع دول المصب: عدم وجود استراتيجية واضحة لإدارة المياه قد يؤدي إلى زيادة التوتر مع مصر والسودان، اللتين تراقبان الوضع عن كثب خوفا من أي تداعيات تهدد أمنهما المائي.
بشكل عام، إثيوبيا تواجه أزمة حقيقية إذا لم تتمكن من حل هذه المشاكل الفنية والاقتصادية، خاصة أن السد يمثل أحد أكبر رهاناتها التنموية في العقود الأخيرة.