في الآونة الأخيرة، شهدت إثيوبيا سلسلة من الزلازل المتتابعة، مما أثار قلقا متزايدا بشأن تأثير هذه النشاطات الزلزالية على سد النهضة وسلامته الهيكلية، وفقا للمركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، ضرب زلزال بقوة 5.8 درجة إثيوبيا في 3 يناير 2025، على عمق 10 كيلومترات، تبع ذلك زلازل أخرى في الأيام القليلة الماضية، مما زاد من المخاوف حول استقرار المنطقة.
أضرار سد النهضة
أفاد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، بأن سد النهضة يحتوي حاليًا على حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه، مما يشكل ضغطا هائلا على القشرة الأرضية الهشة في إثيوبيا بسبب وجود الأخدود الإفريقي والفوالق والتشققات، وأشار إلى أن تكرار الزلازل في المنطقة قد يؤثر سلبا على سلامة السد، محذرًا من أن السد قد يصبح “قنبلة مائية” قابلة للانفجار، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل.
رصد سد النهضة
من خلال صور الأقمار الصناعية، تم رصد انخفاضات غير متسقة على جانبي سد النهضة، خاصة في مناطق السد الركامي، مما يشير إلى وجود مناطق حرجة قد تتأثر بالنشاط الزلزالي، في حالة انهيار السد، ستكون العواقب كارثية على السودان، نظرًا لوجود كمية هائلة من المياه المحتجزة خلف السد، مع تأثيرات أقل على مصر.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت إثيوبيا نشاطا بركان متزايدا، مما يزيد من تعقيد الوضع الجيولوجي ويثير تساؤلات حول تأثير هذه الظواهر الطبيعية على البنية التحتية الحيوية في البلاد، وعلى رأسها سد النهضة.
في الختام، تتطلب هذه التطورات مراقبة دقيقة ودراسات معمقة لتقييم المخاطر المحتملة على سد النهضة والمناطق المحيطة به، بهدف اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة السكان والبنية التحتية في المنطقة.