أثار قرار الحكومة الإثيوبية بإغلاق المفيض العلوي لسد النهضة وإيقاف تشغيل التوربينات العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الخطوة وبينما تبدو التوربينات جاهزة للعمل، إلا أن الواقع يكشف عن عقبات جوهرية تحول دون تشغيل السد بكامل طاقته.
أزمة نقل الكهرباء تعيق تشغيل التوربينات
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن السبب الأساسي وراء توقف تشغيل التوربينات ليس مشكلة فنية بها، بل يعود إلى عدم جاهزية شبكة الكهرباء داخل إثيوبيا لنقل الطاقة المولدة من السد وهذا النقص في البنية التحتية يجعل توليد الكهرباء غير ذي جدوى حاليا، إذ لا توجد آلية فعالة لتوزيعها داخل البلاد.
تصدير الكهرباء.. مشروع مؤجل
كان من المقرر أن تستفيد إثيوبيا اقتصاديا من تصدير الكهرباء إلى دول الجوار مثل السودان وكينيا، إلا أن غياب الاتفاقيات الرسمية وعدم إتمام مشروعات نقل الطاقة حال دون تحقيق هذا الهدف وبالتالي، فإن استمرار توليد الكهرباء في ظل غياب الأسواق المستهلكة لها سيؤدي إلى تراكم فائض غير مستغل، مما دفع الحكومة إلى تعليق تشغيل التوربينات مؤقتا.
التداعيات المحتملة على السد والمنطقة
عدم تشغيل التوربينات لفترات طويلة قد يؤدي إلى تراكم الضغط الهيدروليكي على جسم السد، مما قد يسبب مشكلات هيكلية بمرور الوقت.
- كما أن غياب العوائد الاقتصادية من بيع الكهرباء يزيد من الأعباء المالية على الحكومة الإثيوبية، التي لا تزال تبحث عن حلول لتعظيم الاستفادة من المشروع.
- في ظل هذه التطورات، لا يزال مصير سد النهضة غامضا، مع استمرار المفاوضات حول تشغيله بشكل كامل.