“سؤال اللغة العربية اللي خلا الطلبة يصرخوا في اللجنة ومحدش كان متوقعه.. سؤال بسيط لكن إجابته صادمة جدًا وهو جمع كلمة “حساء” !”

اللغة العربية تزخر بالتعابير الغنية والتراكيب المدهشة، ومن بين مظاهر هذا الثراء تنوع صيغ جمع الكلمات التي قد تكون غير مألوفة لدى الكثيرين. خذ على سبيل المثال كلمة “حساء”، التي تُستخدم للدلالة على الشوربة أو المرق الساخن في مختلف الثقافات والمطابخ. لكن هل تساءلت يومًا عن الصيغة الصحيحة لجمع هذه الكلمة؟ وهل لهذا الجمع حضور في لغتنا اليومية؟

الصيغة الصحيحة لجمع “حساء”

بحسب قواعد اللغة العربية، تُجمع كلمة “حساء” على “أحسية”، وهي صيغة صحيحة لكنها قليلة الاستخدام. كما يُمكن جمعها على “حُسِيّ”، وهو جمع أقل تداولًا في العصر الحديث. ورغم دقة هذه الجموع من الناحية اللغوية، إلا أن الناس غالبًا ما يستخدمون الكلمة بصيغتها المفردة حتى عند الحديث عن أكثر من نوع، فنقول مثلًا:

  • “تذوقت عدة أنواع من الحساء” بدلًا من “تذوقت أحسية متنوعة”.
  • “القائمة تضم أصنافًا متعددة من الحساء”، حيث تظل الكلمة بصيغة المفرد رغم الإشارة إلى التعدد.

لماذا يغيب جمع “حساء” عن الاستخدام اليومي؟

هناك عدة عوامل تفسر ندرة استخدام جمع كلمة “حساء” في الحديث اليومي:

  1. طبيعة الكلمة ووظيفتها: تشبه “حساء” في طبيعتها كلمات أخرى مثل “ماء” و”شاي”، التي تُستخدم للدلالة على الجنس أو النوع دون الحاجة إلى جمعها.
  2. التأثير الثقافي واللغوي: مع تزايد التفاعل مع اللغات الأجنبية، بات من الشائع استخدام مصطلحات مستعارة مثل “شوربات”، مما ساهم في تراجع استخدام الجمع العربي الأصيل.
  3. تبسيط اللغة في الحياة اليومية: تميل اللغة المحكية إلى البساطة، لذا يُفضل الناس استخدام عبارات مثل “أنواع الحساء” بدلًا من اللجوء إلى صيغ الجمع المعقدة أو غير المألوفة.

الجمع في النصوص الأدبية والتراثية

رغم غياب الجمع عن الاستخدام اليومي، إلا أنه يظهر في بعض النصوص الأدبية القديمة والكتب التراثية. فقد نصادف تعبيرات مثل:

  • “كانت المائدة تعج بالأحسية اللذيذة التي أعدها الطاهي”.
  • “تنوعت الحُسِيّ التي زُيّنت بها الوليمة وأبهرت الضيوف”.

قد تبدو هذه العبارات غريبة على مسامعنا اليوم، لكنها تعكس الدقة اللغوية والثراء التعبيري للغة العربية.

هل يمكن أن يعود جمع “حساء” إلى التداول؟

مع تزايد الاهتمام بإحياء اللغة العربية الفصحى وتنامي المحتوى العربي على الإنترنت، لا يُستبعد أن تعود بعض الكلمات والجموع المنسية إلى الظهور مجددًا. فقد نشهد استخدامها في الكتابات الأدبية أو حتى في قوائم الطعام بالمطاعم الراقية التي تحتفي بالتراث اللغوي العربي.

على الرغم من أن جمع “حساء” صحيح من الناحية اللغوية، إلا أن استخدامه في الحياة اليومية نادر نتيجة لعوامل لغوية وثقافية. ومع ذلك، فإن اكتشاف مثل هذه التفاصيل اللغوية يُبرز عمق وجمال لغتنا العربية، ويُعزز تقديرنا للتنوع الذي تحمله. لذا، في المرة القادمة التي تطلب فيها حساءً في مطعم، قد ترغب في تجربة قول “أرغب في أحسية متنوعة” – حتى لو أثار ذلك دهشة النادل!