شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا توقيع اتفاقية تعاون بين وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيره الإثيوبي هابتامو إيتيفا جيليتا، بهدف إشراك الشركات الإسرائيلية في مشاريع البنية التحتية بإثيوبيا هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي إسرائيل لتعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي داخل القارة الإفريقية، ما يثير تساؤلات حول تأثيراتها المحتملة.
أهداف الاتفاقية ودلالاتها
تحمل هذه الاتفاقية أبعادًا استراتيجية مهمة، حيث تهدف إلى:
- تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وإثيوبيا، التي تعد واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في إفريقيا.
- فتح الباب أمام الشركات الإسرائيلية للاستثمار في مشروعات البنية التحتية، مثل الطرق والطاقة والمياه.
- استغلال الموقع الاستراتيجي لإثيوبيا لتعزيز النفوذ الإسرائيلي داخل القارة الإفريقية.
أكد كوهين خلال التوقيع أن إسرائيل تسعى لدعم الاقتصاد الإثيوبي عبر التكنولوجيا والابتكار، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تمثل خطوة لتعميق التعاون بين البلدين.
لقاءات رسمية ومباحثات اقتصادية
خلال زيارته، عقد كوهين اجتماعات مع عدد من الوزراء الإثيوبيين، من بينهم وزراء التعدين والبترول، الري، والابتكار، بالإضافة إلى رجال أعمال من البلدين كما التقى بممثلين عن البنك الدولي والبنك الإفريقي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمناقشة فرص التعاون الاقتصادي وتطوير مشروعات البنية التحتية.
هل تهدد الزلازل سد النهضة؟
بالتزامن مع هذه التطورات، حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من خطورة الزلازل التي ضربت إثيوبيا مؤخرًا، مشيرًا إلى أن تزايد مخزون المياه خلف سد النهضة يشكل ضغطًا جيولوجيًا قد يؤدي إلى هزات أرضية قوية، ما يهدد استقرار المنطقة.
النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا
لطالما سعت إسرائيل إلى توسيع نفوذها في إفريقيا، خاصة في دول حوض النيل ففي عام 2016، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إثيوبيا لتعزيز العلاقات الثنائية، في خطوة تعكس استراتيجية إسرائيل في استغلال التحالفات الاقتصادية لتعزيز حضورها السياسي في القارة السمراء.
الاتفاقية الجديدة قد تكون بداية مرحلة جديدة من التعاون، لكنها تثير تساؤلات حول مدى تأثيرها على مستقبل المنطقة، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية المتعلقة بسد النهضة.