أثارت التقارير الأخيرة حول ظهور ثعابين عملاقة في نهر النيل حالة من الذعر بين السكان المحليين، خاصة في جنوب السودان، حيث أكد الصيادون مشاهداتهم لهذه الكائنات الضخمة التي لم تكن معروفة من قبل في المنطقة وقد تناقلت الصحف العربية والدولية أخبارًا عن اصطياد ثعابين يصل طول بعضها إلى أكثر من 20 مترًا، مما جعل البعض يتساءل: هل هذه مجرد حالات فردية أم أننا أمام ظاهرة جديدة تهدد الحياة في النيل؟
ثعابين عملاقة تجوب مياه النيل
وفقًا لشهادات السكان المحليين، فإن الثعابين العملاقة بدأت في الظهور بشكل متكرر خلال الأشهر الماضية، حيث أصبح من الشائع العثور على أعداد منها عالقة في شباك الصيادين أو تزحف على ضفاف النهر. وقد تم توثيق حالات لثعابين ضخمة تهاجم المواشي، مما أجبر السكان على اتخاذ تدابير احترازية لحماية أنفسهم وأطفالهم.
أحد الصيادين المحليين تمكن من قتل ثعبان بطول 22 مترًا في جزيرة بجنوب السودان، وبعد تحليل الخبراء له، تبين أنه من فصيلة الأصلة الصخرية الأفريقية (African Rock Python)، وهي واحدة من أكبر الثعابين في العالم، لكنها عادة ما تعيش في أماكن معزولة عن التجمعات البشرية.
لماذا ظهرت هذه الثعابين الآن؟
أرجع الخبراء ظهور هذه الثعابين العملاقة إلى عدة عوامل بيئية وبشرية، من بينها:
- التغيرات المناخية: أدى تغير أنماط الطقس وارتفاع درجات الحرارة إلى اضطراب البيئات الطبيعية للثعابين، مما دفعها إلى البحث عن أماكن جديدة للعيش.
- الفيضانات والنزوح البيئي: مع ارتفاع مستوى مياه النيل خلال موسم الفيضانات، تبحث هذه الثعابين عن أماكن جافة للبقاء، ما يجعلها تقترب أكثر من المناطق السكنية.
- الصيد الجائر ونقص الغذاء: أدت عمليات الصيد الجائر للحيوانات الصغيرة إلى تقليل مصادر الغذاء لهذه الثعابين، مما جعلها تتجرأ على الاقتراب من القرى والمزارع.
- الحروب والتغيرات البشرية: الصراعات المسلحة في بعض المناطق أدت إلى تغيير النظم البيئية الطبيعية، مما دفع بعض الحيوانات، ومنها هذه الثعابين، إلى الهروب من موائلها التقليدية.
هل هذه الثعابين سامة وخطيرة؟
رغم حجمها الهائل، فإن الثعابين التي تم العثور عليها حتى الآن من الأنواع غير السامة، لكنها قاتلة بطرق أخرى. تعتمد هذه الثعابين على قوة جسدها في الالتفاف حول فريستها وسحقها حتى الموت، وهي قادرة على ابتلاع حيوانات كبيرة مثل الماعز والأبقار الصغيرة، مما يعني أن الأطفال قد يكونون عرضة للخطر إذا صادفوا أحدها.
كما أن عضتها تحمل بكتيريا خطيرة قد تسبب التهابات حادة، ما يجعلها تهديدًا غير مباشر لصحة الإنسان حتى لو لم تكن سامة.
هل يمكن أن تصل إلى مصر؟
مع انتشار هذه الثعابين في جنوب السودان، يتخوف البعض من إمكانية وصولها إلى مصر عبر مجرى النيل، خاصة مع تسجيل حوادث مماثلة في الماضي. ففي عام 2017، عاشت أسوان حالة من الهلع بعد ظهور عقارب وثعابين إثر عواصف شديدة، وفي 2018، انتشرت الثعابين في بعض قرى الدلتا، ما يعزز احتمالية انتقال هذه الأنواع العملاقة شمالًا بفعل التغيرات المناخية والفيضانات الموسمية.
ردود الأفعال والإجراءات الوقائية
بدأ السكان في اتخاذ تدابير احترازية لحماية أنفسهم، حيث امتنع الكثيرون عن السباحة في النيل، بينما لجأ الصيادون إلى نصب شباك أكثر قوة لاصطياد هذه الكائنات. كما ناشد الأهالي الجهات المعنية بضرورة إجراء دراسات بيئية لمعرفة أسباب ظهور هذه الثعابين العملاقة وكيفية التعامل معها قبل أن تتحول إلى خطر دائم.